تعد نظريات وملاحظات العلماء القدامى حول الدورة الدموية أحد أهم الاكتشافات الطبية في تاريخ البشرية. رغم أنه من الصعب تحديد شخص واحد كـ "المكتشف الرئيسي"، إلا أن هناك العديد من الباحثين الذين ساهموا بشكل كبير في فهم العمليات المعقدة للنظام الدوري للدم.
في بداية القرن الثالث عشر الميلادي، اقترح العالم المسلم ابن النفيس نظرية رائدة تتعلق بالدورة الدموية الرئوية - وهي العملية التي يتم فيها تدوير الدم عبر الرئة لتبادل الغازات مع الهواء الداخل والخارج. وقد جاءت هذه النظرية كمراجعة وتصحيح لنظرية اليونانية القديمة، والتي كانت تفترض وجود دورة دموية واحدة فقط.
على الجانب الآخر من العالم الإسلامي آنذاك، وضع أبو بكر الرازي مبادئ أساسية لمعرفة كيفية عمل القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك وظيفة الضخ القوية للقلب وكيف يؤثر هذا الضخ على مجرى الدم عبر الجسم.
مع مرور الوقت، استمر البحث العلمي العالمي في دراسة وفهم النظام الدوري للدم. وفي نهاية المطاف، قدم ويليام هارفي، الطبيب الإنجليزي الشهير في القرن السابع عشر، شهادة حاسمة ومدعومة بالأبحاث بشأن كلتا الدورتين الدموية الرئوية والجسمية العامتين، مما أكسب له لقب 'أبو علم الفسيولوجيا'.
رغم اختلاف الآراء والتقاليد الثقافية والفلسفية بين هؤلاء العلماء القدامى، فإن عملهم المتواصل والإبداعي يظهر مدى تأثير الأفكار الجديدة والاستفسار المستمر للعقل الإنساني على تقدم الطب الحديث وأسلوب حياتنا اليوم.