- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
في عصرنا الحالي حيث غدت التكنولوجيا جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، أصبح لابد من دراسة تأثيرها العميق على العلاقات الأسرية. إن هذه الآلة التي كانت تهدف أصلاً إلى تقريب المسافات وتسهيل التواصل بين الأفراد قد أدت -في بعض الحالات- إلى توسيع الفجوات داخل الأسرة الواحدة.
### كيف تشكل التكنولوجيا تحدياً للعلاقات الأسرية؟
1. **التشتيت والوقت الضائع**: يجد العديد من أفراد الأسرة أنفسهم مشغولين بأنشطة رقمية مختلفة مثل استعراض وسائل التواصل الاجتماعي أو اللعب الإلكتروني خلال وقت الراحة الجماعي، مما يؤدي إلى انقطاع المحادثات الشخصية وتراجع جودة الوقت المشترك.
2. **الإدمان والتبعية**: يمكن للتطبيقات والألعاب الرقمية أن تصبح إدمانية، تجذب الانتباه بعيدًا عن الواجبات المنزلية والمشاركة المجتمعية ضمن حدود العائلة. هذا الأمر ليس له آثار فورية فحسب؛ بل إنه يمتد لتشكيل عادات مدى الحياة لدى الشباب الصغار.
3. **الخصوصية والفجوة العمرية**: مع اختلاف سن الاستخدام لأجهزة الإنترنت والحواسيب المحمولة، قد يشعر كبار السن بالإقصاء بسبب عدم قدرتهم على مواكبة التقنيات الجديدة، بينما يعتمد الأصغر سنًا أكثر فأكثر عليها بدرجة كبيرة لم تعد تسمح لهم بإيجاد توازن يعزز روابط أبناء نفس البيت فيما بينهم.
4. **الصراع مقابل الثقة الرقمية**: تعاون الأجيال المختلفة حول استخدام الهاتف الذكي أو الكمبيوتر الشخصي أمر غير شائع عادةً خاصة لو تم وضعه كمصدر للترفيه الوحيد المتاح للأطفال أثناء فترة وجود آبائهم خارج دوام العمل الرسمي مثلاً! وهذا يقوّض شعور الأطفال بالأمن القائم أساساً عبر مراقبة أبويه لكل شيء متعلق بحياة طفله الصغيرة سواء كان ذلك عبر شبكة الإنترنيت أو الوسائل الأخرى ذات الطابع العنيف أو الغير الأخلاقي المحتملة المستترة عميقة داخل بحر المعلومات الذي تحتضنه تلك الشبكة العملاقة .
وفي المقابل فإن لهذه الظاهرة جانب آخر يجدر بنا تسليط الضوء عليه أيضاً وهو :
### كيفية تحويل التكنولوجيا لصالح العلاقات الأسرية؟
إن تبني نهج إيجابي تجاه تكنولوجيا المعلومات الحديثة باستثمارات مدروسّة ومشاركه متوازنة واتخاذ القرارات باختيار الاقسام المناسبة والتي تتضمن محتوى مفيد وقيم وفي نفس السياق فان هناك عدة طرق لتحقيق توازن أفضل باستخدام التقنية وقد تكون كالآتي :
۱️⃣ وضع قواعد واضحة لاستخدام الجهاز الخاص بكِ/بكِ ومن ثم إلزام الجميع بها حتى وإن اختلف مستواه التعليمي وفئته العمرية ، كما ينصح تحديد فترات زمنية محددة للاستخدام وذلك بهدف منح فرصة أكبر للمحادثات عالية النوعية وبالتالي دعم روح التعاطف والسعة صدر والاستماع جيدا لما يقول الآخرون بغض النظر عن مستوى فهم أحدهم للحوارات المعقدة الخاصة بالطرف الأكبر سنا منهم...كما يحقق أيضا حرص الوالدين وتوجيههما نحو ترشيح مواقع مناسبة ولعب ألعاب هادفة توفر بيئة اجتماعية محفزة لرغبات الطفل وإشباع فضوله بطريقة صحية ممتعة وغير مؤذية لإنسانيتها مهما اختلفت معتقداته الدينية والثقافية والعمرانية ...٢️️️️️️♀️♂ ️️? ️????????
عبدالناصر البصري
16577 مدونة المشاركات