في عالم اليوم المتواصل بسرعة، قد نواجه تحديات مختلفة فيما يتعلق بالعلاقات الشخصية. أحد هذه التحديات الشائعة هو التعامل مع الأفراد الذين يبدو أنهم يتجاهلوننا عمداً أو بشكل غير مقصود. هذا النوع من التجاهل يمكن أن يسبب الإحباط والإزعاج، ولكنه ليس بالأمر المستحيل التحكم فيه إذا اتبعنا بعض الاستراتيجيات الصحيحة.
أولاً، دعونا نفهم سبب تجاهل الآخرين لنا. قد يكون ذلك بسبب مشاكل شخصية لديهم، ضغط العمل، القلق الاجتماعي، أو حتى سوء التواصل. بدلاً من افتراض أسوأ النوايا، حاول النظر إلى الأمور من منظورهم. ربما هم يعانون من تحدٍ ما ولا يستطيعون تحمل المزيد من الضغوط الاجتماعية.
ثانياً، حافظي على هدوئك وابتعدي عن العاطفة الزائدة. ردود الفعل العنيفة أو الغاضبة لن تفيد الوضع وسوف تضر بالصداقة أكثر مما تنفعها. بدلاً من ذلك، استخدمي مهارات الاستماع الفعّالة للتعبير عن شعورك بطريقة هادئة ومباشرة ولكن بدون إلقاء اللوم.
ثالثاً، اعترضي بصراحة وبشكل محدد حول كيف أثرت تصرفات الشخص عليكِ. لكن تجنبي استخدام عبارات مثل "أنت دائماً"، لأن ذلك سيجعل الحديث دفاعياً ويضر بالتواصل بينكما. مثلاً، يمكنك القول: "لقد لاحظت مؤخراً بأننا لم نتقابل منذ فترة طويلة وأشعر بالحزن لذلك."
رابعاً، شجعي الحوار المفتوح والمستمر. عبر عن رغبتك في فهم وجهة نظره واحترام اختلافاته قدر الإمكان. اسأليه عن مزاجه الأخير وما يحدث معه وما يشعر به حقاً. هذا سيساعد كثيراً في بناء الثقة وتوضيح أي سوء فهم محتمل.
خامساً، كن مرنة ومتسامحة. الجميع معرضون للأخطاء والأفعال التي قد تبدو متجاهلة للآخرين. إن كنت ترغب بشدة بالحفاظ على علاقتك بهذا الشخص، فكن مستعدة للمغفرة والتسامح عندما يحتاج الأمر لذلك.
إذا ظلت المشكلة قائمة رغم كل المحاولات المبذولة لتحسين التواصل، فقد يكون الوقت مناسب لليقين بالنفس والاستعداد لأخذ مسافة قصيرة لإعادة التركيز على ذاتك وعلى أولويات حياتك الأخرى. الذكري دائمًا أنه بينما تحتاج جميع الصداقات الرعاية والعناية المنتظمة للحفاظ عليها صحية وحيوية، إلا أنها أيضاً تستحق الاحترام والمساحة عند الضرورة.