روسيا، تلك الدولة الشاسعة التي تمتد عبر العديد من المناطق الزمنية والثقافات المتنوعة، لديها تاريخ غني ومعقد يعود لأكثر من ألف سنة. يبدأ هذا التاريخ مع ظهور الدول القديمة مثل كييف روس في القرن التاسع الميلادي. هذه الفترة شهدت نشأة الثقافة الروسية وتأثرت بشدة بالتبادل التجاري والحضاري مع البلدان المجاورة لها، خاصة البيزنطيين والصربيين.
في القرن الثالث عشر، تعرضت روسيا لغزو القبائل المغولية تحت حكم جنكيز خان وأحفادَه، مما أدخل البلاد في فترة طويلة من الحكم المستعمر. خلال هذه الحقبة، رغم الظروف الصعبة، ظهرت بعض المدن الحرة والمعروفة الآن باسم "الدوقات"، والتي شكلت نواة للدولة الروسية المستقبلية.
مع نهاية القرن الخامس عشر، بدأت عملية توحيد الأراضي وتحقيق الاستقلال تدريجياً تحت قيادة دوق موسكو الكبير إيفان الثالث. وهو العمل الذي استكمل بعد ذلك ابنه فاسيلي الثالث ليؤسس بذلك أول سلالة روسيّة معروفة بسلالة روريكوفنشي. طوال القرنين التاليين، توسعت الإمبراطورية الروسيّة بشكل كبير تحت حكم كلٍ من بيتازار وبيوتر الأول الشهير بالملك البطل.
في القرن الثامن عشر، وصلت الإمبراطورية إلى ذروتها أثناء عهد كاترينا الثانية عندما حققت امتداداً جغرافياً غير مسبوق أضاف إليها معظم جنوب شرق أوروبا الغربية ودول بحر البلطيق بالإضافة لدخول البحر الأسود. لكن بداية انحدار الإمبراطورية جاء بسبب النكسات العديدة للحروب نابليون والأوروبية بين عاميّ 1812 - 1846 تقريباً بما فيها الحرب العالمية الأولى وسلسلة ثورات داخلية كبيرة أخرى قبل سقوط النظام الملكي نهائياً بقيادة لينين وفيكتور تشيتشيرن.
بعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق عام ١٩٩١ ، دخلت روسيا مرحلة انتقال جديدة نحو الديمقراطية واقتصاد السوق الحر وقد أكسبَها هذا التحول موقعا عالميًا مؤثرًا حتى اليوم باعتبارها واحدة من أقوى الاقتصادات ومراكز التأثير العالمي .
