يتمتع القمر بنمط دوار فريد من نوعه، فهو يدور حول محوره وعلى مدار الأرض بوتيرة متوازنة تمامًا. هذا الانسجام النادر يحافظ على رؤية ثابتة لنصف واحد فقط من القمر من قبل سكان الأرض. تسمى هذه الظاهرة بدوران "المتجانس" أو المتزامن، وهو نتيجة لقوة الجاذبية الهائلة لكوكبنا والتفاعلات المعقدة بين جاذبية القمر ودورة نمطه الدائري البيضوي.
يبقى وجه القمر الواحد دائمًا موجه نحو الأرض بسبب التأثير المزدوج لمد وجذر البحر الذي تحركه جاذبيتنا الشديدة. ومع ذلك، رغم إظهار ثبات نسبي، إلا أنه ليس كل الأمور تتسم بالسلاسة. يوجد اختلاف طفيف ناتج عن شكل المسار البيضاوي لمداره - يسمى الفرق الطولي - والذي يمكن ملاحظته في ميل جانب غربي/شرقي يصل لحوالي 7.9°. بالإضافة إلى ذلك، هناك ميل زاوية المحور الخاص بالقمر بزاوية تقدر بحوالي سبعة درجات تجاه مستوى مداره مما يؤدي أيضًا إلى هزازات شمالية / جنوبية طفيفة وبانتظام كل شهر.
ويتضمن القمر جانبان بارزان: الجانب الأقرب والأكثر دراسة، يحتوي على سهل ماريا الغني بالحبليات البركانية السوداء المخروطية بشكل كبير؛ بينما يشهد الجانب الآخر افتقارا لهذه الأعراف ولكنه مليء بفوهات مختلفة الأحجام والكبر سنينا خلت منذ الهبوط الأخير عليها. ويعتبر اكتشاف هاتين المنطقتين أحد أهم الابتكارات العلمية للقرن العشرين بعد عصر الاستعمار الفضائي وإطلاق رحلة المركبة "لونا ثلاث" الشهيرة سنة ١٩٥٩ لتكون أول صورة فوتوغرافية ملتقطة مباشرة لأبعد مكان بالعالم آنذاك! وبعد مرور عدة سنوات أتت مهمة جديدة تحت مظلة وكالة ناسا تسمى المستكشف الراصد المداري للقمر(LRO) في العام ٢٠٠٩ لتحصل تلك المهمة الثانية تحديثات حديثة أكثر تفصيلاً بالتقاط صور عالية الدقة توضح مشهد تجهيزات ومواقع ضخمة بطريقة مذهلة حقا !
إذا كنت ترغب بمعرفة المزيد حول عالم القمر الرائع وحركة دوراته المعقدة، فنوصيك بكتابة مقالات أساسية أخرى مثل 'التواصل المروري أثناء مراحل القمر' و'أسرار النظام الطبيعي الفلكي'.