يعد فهم موقع وأهمية كل كوكب في نظامنا الشمسي جزءاً أساسياً من علم الفلك المعاصر. فيما يتعلق بالأقرب إلى الأرض، فإن القمر يعتبر أول ما يأتي في الاعتبار بسبب قرب المسافة بينهما. لكن إذا كنت تقصد أقرب كوكب طبيعي للأرض ضمن النظام الشمسي نفسه، فإن هذا اللقب ينتمي إلى عطارد، وهو أول الكواكب الثمانية التي اكتشفت حول الشمس.
عطارد، رغم أنه أصغر كوكب في مجموعتنا الشمسية، إلا أنه يتمتع بموقع مميز. يبعد فقط حوالي 58 مليون كيلومتر عند نقطة اقرب مداره للشمس، وعادةً ما يكون أبعد بكثير بحوالي 70 مليون كيلومتر عندما يصل إلى النقطة الأبعد. هذه المسافات قد تتغير قليلاً بناءً على مدارها البيضاوي غير المنتظم.
على الرغم من الاختلاف الكبير في الحجم والقوة الجاذبية مقارنة بالأرض، يحتل عطارد مكاناً مرموقاً بين كواكبنا؛ فهو ليس مجرد الأقرب جغرافياً، ولكنه أيضاً أكثر الكواكب تشابهاً مع الأرض بشأن درجة الميل المداري بالنسبة للمستوى الاستوائي للجسم المركزي (الشمس).
هذه العلاقة القريبة والتوافق الملحوظ في بعض المقاييس توضح مدى التعقيد والتنوع داخل نطاق نظامنا الشمسي الواسع.