سعد زغلول هو شخصية بارزة في التاريخ الحديث لمصر، يعتبر رمزاً للنضال الوطني والاستقلال السياسي. وُلد سعد زغلول عام 1859 في قرية كفر مصيلحة بالبحيرة بمصر، ونشأ وسط عائلة متوسطة الحال. التحق بالمدرسة الابتدائية ثم انتقل إلى مدرسة الألسن الحكومية بالقاهرة، حيث بدأ اهتمامه بالتاريخ والقانون. بعد ذلك, تابع تعليمه الجامعي في كلية الحقوق المصرية، وحصل على درجة الليسانس في القانون.

بعد تخرجه مباشرةً, عمل سعد زغلول محاميًا في المحاكم المصرية. ومع مرور الوقت, اكتسب شهرته بسبب براعته وشجاعته في الدفاع عن حقوق الفقراء والمظلومين. هذه المهنة جعلت منه صوتًا قويًا ومؤثرًا بين الطبقة العاملة والمزارعين الذين كانوا يعانون تحت الحكم الاستعماري البريطاني.

في بداية القرن العشرين، شهدت مصر حالة من التوتر السياسي المتزايد نتيجة السياسة التي اتبعتها الحكومة البريطانية آنذاك والتي كانت تسعى للحفاظ على سيادتها على البلاد بينما تحاول أيضاً إرضاء الشعب المصري برغباته في الحكم الذاتي. انضم سعد زغلول لهذه الحركة الوطنية وكان له دور فعال في تنظيم أول حزب سياسي عصري وهو "حزب الأمة"، والذي كان هدفُه الرئيسي الحصولِ على استقلال البلاد واستعادة حكمها إلى أبنائها الأصلاء وفق مبدأ المساواة والتعددية السياسية.

كان لـ سعد زغلول دور رائد خلال ثورة 1919 الشهيرة عندما سارع بإثارة الانتفاضات ضد السياسات البغيضة للسلطات البريطانية occupation policies. وقد أدى هذا الفعل البطولي لاعتقاله والسجن لمدة ثلاث سنوات ولكنه ظل صامداً ولم يتمزق عزيمته رغم الظروف الصعبة التي واجهها أثناء فترة الاعتقال الطويلة. وبعد خروجه من السجن وتحرير الوطن، أصبح رئيس وزراء مصر مرتين مرة الأولى من سنة ١٩٢٤ حتى ٥ نوفمبر ١٩٢٨ والثانية ابتداءً من يونيه ١٩٣٠ فصاعداً، لكنه اضطر للاستقالة بسبب خلافاته مع الملك فاروق حول سياسته الخارجية ودوره الكبير فيما عرف بحادث دنشواي الشهير والمعاملة غير العادلة للمصريين هناك.

توفي زعيم الثورة سعد زغلول يوم 23 أغسطس عام 1927 تاركا خلفه أسطورة تاريخية حافلة بالأفعال الجبارة والعظيمة. ويذكر اسمه اليوم باحترامٍ كبيرٍ كمقاتل شرس دفاعاً عن الحرية والكرامة البشرية للأمة المصرية ومازالت روح نضاله مستمرة عبر الأجيال التالية لهموم وطنهم وأهدافه المشروعة نحو تحقيق الوحدة والأمان والاستقرار الدائم لأرض الأجداد الغالية أرض الكنانة مصر العربية العزيزة.