يتبوأ الدم مكانة مركزية في الجسم البشري باعتباره الناقل الرئيسي للمواد المغذية والأكسجين إلى جميع الأعضاء الحيوية، كما أنه يلعب دوراً رئيسياً في إزالة الفضلات وخروجها من الجسم. يتميز دم الإنسان بعدد من الخصائص التي تشكل أساس وظائفه المتعددة. أولاً، اللون الأحمر النابض للحمراء هو نتيجة وجود الهيموجلوبين، وهي بروتينات تُحمل الأكسجين عبر مجرى الدم. هذا المركب قادر على ربط ذرات الأكسجين وحرمانها حسب حاجة خلايا وأنسجة الجسم المختلفة للأوكسجين.
يُشكّل سائل يعرف بالسِّرَّة الجزء الأكبر من التركيب العام للدم. يحتوي السِّرَّة بمكوناته الرئيسية مثل الماء والبروتينات والمواد الغذائية والمركبات العضوية الأخرى الضرورية لنقل وانتشار المواد داخل الجسم خارج الحيز الخلوي. بالإضافة لذلك يوجد نوعان رئيسيان من الخلايا الدموية: كريات الدم الحمراء المسؤولة بشكل أساسي عن حمل الأكسجين وكريات الدم البيضاء التي تعمل كخط دفاع ضد العدوى وتصحيح أي خلل أو تلف بالأنسجة.
بالرغم من أهميته الحيوية، إلا أن نسبته الطبيعية تختلف بين الأفراد بناءً على عمر الشخص وحجم جسده ونوع جنسه. ففي الرجال يمكن أن تتراوح نسبة الكتلة النسبية لـ "الدم" ما بين 5% - 7% بينما عند النساء تكون أقل قليلاً بسبب الفرق التشريحي والحجم العام للجسد والعوامل الجينية ذات الصلة بتكوين الطحال والكبد وغيرهما مما يؤثر مباشرة على مستوى تركيز الدم الحيوي لدى كل فرد.
تجدر الإشارة أيضًا إلى خاصية أخرى مهمة متعلقة بجهاز الدورة الدموية هي قدرتها الاستثنائية للتكيف والتكيف مع الظروف الخارجية المتغيرة؛ حيث يمكن لجسم الانسان تعديل كمياتoutput وفقا لحاجاته الخاصة سواء أثناء الرياضة الشاقة أو حالات انخفاض ضغط الدم أو حتى خلال عملية الولادة! هذه المرونة تعكس مدى تعقيد ودقة تصاميم أجسام بني آدم والتي تعتبر مثال حي لما خلق الله سبحانه وتعالى بأحسن صورة وسخر لها نظاما دقيقا يعمل بلا انقطاع لحظة واحدة طيلة فترة حياتنا القصيرة مقارنة بحياة الأرض وبقاء السماء فوق رؤوسنا.
