على مر التاريخ، ظل فهم البشر لشكل الأرض محور اهتمام علمي وتاريخي كبير. فقد كانت هناك اعتقادات مختلفة عبر الزمن، لكن العلم الحديث أكد الآن أن الأرض ليست كروية تمامًا كما قد تبدو لنا من نظرتنا اليومية عليها. بل هي أقرب ما تكون إلى "الكرة المنبسطة"، أو ما يعرف بالـ"إليفويد". هذا يعني أن قطر الأرض ليس ثابتًا عند حساب المسافات بين نقطتين مختلفتين؛ فعلى سبيل المثال، يعد القطر عند مدار السرطان -بين مصر وجنوب الصين- أقل بمقدار 42 كيلومترا تقريبًا من القطر عند خط الطول الرئيسي غرب غرينتش.

هذه الخاصية ناجمة عن دوران الأرض حول نفسها بسرعة كبيرة نسبيًا. هذه السرعة تتسبب في "تفارش" الكتلة الموجودة بالقرب من خط الاستواء، بينما ينكمش الجزء المقابل له باتجاه القطبين مما يخلق شكلا يشبه كرة ثلج ملتوية قليلا نحو الأعلى قرب مركز الانبعاج الواقع تحت خط الاستواء مباشرة.

وقد أثبت علماء الفلك والإثنولوجيون القدماء مثل إراتوسثينوس وأنكسيمندر ومن بعدهم بطليموس بأن الأرض دائرية بالفعل بناءً على ظاهرة ظلها أثناء خسوف القمر وحساب نسب أشجار الظل المختلفة حسب مواقع المشاهدين المختلفين أثناء فصل الصيف القصير للغاية شمالا مقابل جنوبا (حسب طول النهار). ومع ذلك، لم يكن إدراك العالم بأنه "كرة مدورة" كاملا حتى القرن السابع عشر عندما قام كريستوفر كولومبوس برحلته الشهيرة وعاد ليؤكد نظرية كوبرنيكوس حول كون الشمس مركز الكون وليس الأرض كما كان يعتقد معظم المؤرخين آنذاك.

وأضافت الاكتشافات الحديثة رؤى جديدة لهذه الفرضية القديمة. فقد سمح استخدام التقنيات المتطورة والمراقبة الدقيقة لأقمار اصطناعية متخصصة بدقة أكثر فأكثر لفهم تركيب الأرض ولونها بتفاصيل غير مسبوقة. ويتضح بذلك كيف يمكن اعتبار لون المياه الفيروزي بسبب امتصاص الضوء الأحمر لدى تعلق ذرات الأملاح البحرية والتربة الحمراء الناجمة عن عمليات تجريف التربة والتعرية والتآكل الطبيعي للحبوب الرملية الصغيرة جدًا. وتبرز أيضًا أهميتها البيئية كمصدر أساسي لتنقية الهواء وانبعاث بخاره اللازم والحفاظ على توازن درجات حرارة سطح الأرض ضمن حدود الحياة البرية والبحرية المنتشرة حاليًا فيها وعلى متن سفن فضائية خارج مجال جاذبيتها المحلية! إنها حقاً عجيبة خلق رب العالمين تستحق الدراسة والعناية!