تعتبر اتفاقية بكين، المعروفة أيضًا باسم "برنامج العمل لعام ١٩٩٥"، وثيقة تاريخية حققت نقلة كبيرة في مجال حقوق المرأة حول العالم. تمت الموافقة عليها خلال مؤتمر الأمم المتحدة الرابع للمرأة الذي عُقد في العاصمة الصينية، بكين، في عام ١٩٩٥. هذا المؤتمر جمع أكثر من ثلاثمائة ألف مشاركة ومشارك من مختلف البلدان لمناقشة القضايا الأساسية المتعلقة بحقوق النساء وتمكينهن.
تهدف هذه الاتفاقية إلى تحقيق مساواة حقيقية بين الرجل والمرأة وذلك عبر مجموعة واسعة من المجالات بما فيها السياسة والاقتصاد والثقافة والتعليم والصحة والحياة المنزلية. تحددت خمسة عشر مجال عمل رئيسي لتوضيح الخطوات العملية لتحقيق هذه الغاية وهي تشمل الصحة الإنجابية والتغذية، التعليم، القطاع الاقتصادي، السياسات الوطنية والقوانين، العنف ضد المرأة وغيرها الكثير.
من أهم النقاط التي طالبت بها الاتفاقية هي إنهاء جميع أشكال التمييز ضد المرأة وتعزيز دورها الفعال في المجتمع. كما دعت الدول الأطراف للعمل على زيادة فرص الحصول على التعليم العالي والاستثمار في المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم التي تديرها النساء. بالإضافة إلى ذلك، شددت الاتفاقية على ضرورة تأمين البيئات الآمنة وخالية من العنف لكل النساء والأطفال.
على الرغم من التحديات العديدة وتباطؤ تقدمه في بعض المناطق، تعتبر اتفاقية بكين علامة فارقة مهمة في تاريخ حركة حقوق الإنسان العالمية. إنها توفر إطاراً واضحاً لدعم وتحسين وضع المرأة عالمياً، مما يعزز فكرة أنه بالإمكان بلوغ مجتمع أكثر عدلاً إن كنا نسعى لذلك بإخلاص وعزيمة مشتركة.