على مر العصور القديمة، ظل فهم طبيعة كوكبنا أرضاً محل نقاش وخلاف بين الفلاسفة والعلماء. إلا أن العديد من الشخصيات البارزة ساهمت بشكل كبير في تأكيد الدوران اليومي للأرض وتأكيد كونها كروية الشكل. يُعدّ الإسكندر الأكبر والفيلسوف الأرسطي أحد الرواد الرئيسيين لهذين الاكتشافين العلميين الرائدين.
في القرن الرابع قبل الميلاد، قاد بطليموس الثاني ملك مصر فلكيًا يدعى اراتوستينوس لإجراء تجربة شهيرة لتقدير محيط الأرض باستخدام تقنية الظلال. ومن خلال مراقبة زاوية أشعة الشمس عند وقت الظهر أثناء الانقلاب الصيفي في مدينتي اسطوم ومعرة الحنطة بفلسطين وكانوبيس بمصر، استنتج اراتوستينوس وجود فارق مسافة قدره ألف ميل تقريبًا مما أكسبته جائزة نوبل المرموقة آنذاك! كانت هذه التجربة بداية لحسابات دقيقة لمحيط كوكبنا تدور حوله الحياة كما نعرفها اليوم منذ ذلك الوقت حتى يومنا هذا.
كما أثبت العالم اليوناني القديم أرشيتاوس من سيراقوسة أيضًا بشكل قاطع بأن الأرض ليست مجرد قرص مسطح بل هي كرة بحجم معقول مقارنة بالقمر والشمس بناءً على مبناه الرياضي المنطقي القائم على ملاحظة الاختلاف المؤقت لظاهرة الغروب بالنسبة للملاح البحري الخارج إلى البحر مفتتحا بذلك حقبة جديدة للتفكير المنطقي المتقدم بعد عهد الإغريق البطلميون الذين اعتمدت تقويماتهم الفلكية أساسها على الاعتقاد بتسطيح سطح الكرة الأرضية وهو اتجاه خاطئ أدانه لاحقاََ دارميروس وإيفانز وغيرهما ممن حرروا المجتمع الأوروبي الاستعماري السابق من شراك الوهم التاريخي حينما نشروا مؤلفاتهما الشهيره "الكواكب" و"الأرض".
إلاَّ أنّ أهم مساهمات علماء تلك الحقبه تمثلت في نظريات رياضية واقعية مفصلة ومتكامله استنادآ لمنطق الأشياء وبراهين حسيه مباشره مثل ظواهر الطراد الجوي الجوي غير قابل للتفسير داخل إطار نظرية المسطحة الخالصة . ولعل أشهر مثالٍ لذلك هو عمل عالم الرياضي والإنسان ابن الهيثم المعروف بابن حاithm والذي وضع أسُسَ الفيزياء الحديثة عبر كتابيه المشهورين "المناظر" وسماه الآخر 'البصر' حيث تصدى فيه لكل ما كان قائمٌ بذاته ضمن منظومة علوم عصر النهضة الإسلامية الأولى المستندة لدراسات غالبيتها ترجع جذورها لعظمة تراث تراكم المعرفة الإنسانية.
لقد شكلت الأفكار التي ابتكرها هؤلاء الرجال العمود الفقري لفلسفتنا المعرفيه واكتشافاتها المتنوعة والتي تعد جزء لا يتجزأ من رحلة الإنسان نحو الرقي والحضارة عبر القرون المختلفة بينما تعتبر علوم الفلك والتنجيم والصناعة الهندسية واحدة من أكثر مجالات البحث رواجاً وانتشاراً خاصة فيما يتعلق باستكشاف الفضاء الخارجي مستقبلاً.