تولدت العديد من التفسيرات حول أصل تسمية بغداد، إحدى أعظم المدن في التاريخ الإسلامي والعالم. يرجع أحد الأقوال الشائعة إلى الجذر الآرامي الذي يعني حرفيًا "حظيرة للأغنام". ومع ذلك، فإن نظرية أخرى مشهورة تقول بأن الاسم يأتي من تركيبتين فارسيتين قديمتين هما "بغ" وتعني "الله" و"داد" بمعنى "الهدية"، مما يشير إلى المعنى الروحي والثري لهذه التسمية.
ويرى بعض المؤرخين أن الأصل غير عربي وأن التسمية أعجمية، تشير إلى بستان ينتمي لشخص ما حسب ما روى البعض، بينما ذهب آخرون لاستنتاج أنها نسبة إلى صنم يدعى باغ. بموجب تفسيرات أخرى، يمكن ترجمة Bagh Dadh كـ "البستان المُعطى"، وهو إشارة غنية للتراث الثقافي الغني للعاصمة العراقية.
ويؤكد أبو القاسم حمزة بن الحسن أن اللفظة العربية تم تحريفها من اللفظة الفارسية باغ داذو يه والتي تعني بشكل حرفي أرض الباغ (أو الحديقة) لسيد فارسي يسمى داذو يه. وقد تكون هذه الرواية الأكثر قبولاً بين الأكاديميين لما لها من سند تاريخي واضح.
غير أن شهرة بغداد لم تأتي فقط بسبب أسرار لغتها وجذورها الدينية المتنوعة. فقد اختار هارون الرشيد ، مؤسس الدولة العباسية الجديدة آنذاك, تحديد موقع جديد لعاصمته المستقبلية بالقرب من نقطة ملتقى نهري دجلة والفرات - مكان أصبح معروفاً فيما بعد بـ "مدينة السلام". ويعكس هذا الاختيار رؤية طموحة ترمي لإقامة حضارة مزدهرة تتخذ منها قاعدة لنشر رسالة العلم والمعرفة والإبداع عبر العالم الإسلامي حينذاك.
وفي الحقبة الزاهرة للدولة العباسية، بلغت بغداد ذروة مجدها كمكان نابض بالحياة والتطور المعرفي. خلال تلك العقود الخمس الرائدة ابتداءً من العام 762 ميلادية حتى بداية الضمح المتدرجة لحكم العباسيين، تزعمت بغداد مساعي النهضة الأدبية والعلوم الطبيعية وعلوما التطبيق الأخرى مثل الرياضيات والفلك وطب الأعراض بالإضافة لتقدم بارز في فن الطبخ والصناعة والحرف اليدوية المحاورة لكل احتياجات المجتمع المديني الحديث وقتئذٍ بما فيه الخدمات الصحية التعليمية كتأسيس المدارس العامة وكليات الفقه والقانون وكلية الرسم والخط العربي وكذلك المكتبات العملاقة وقاعات البحث العلمي المفتوحة للاستشارات الطبية الشرعية وغير الشرعية أيضًا. وفي المقابل فقد نالت كذلك مكانتها المرموقة كونها موطن عدة متاحف عامة ضخمة ومتحف آثار وحفر أثري خاص بالآثار الدينية والجهادية مبني خصیصاً فی زمن خلافة الأمین بن محمد المهدی الثالث عشر للخلافة العباسیین .
وعلى الرغم من التقلبات السياسية العديدة التي مرَّ بها بلدها الأم العراق والذي أدخل البلاد مرحلة جديدة من تحديات الأمن والاستقرار وما خلفه الاحتلال الأمريكي مؤخرًا من آثار مدمرة لكن يبقى الهوية والنفوذ العالمي لبغداد قائمين ولن يتغيرا بالتأكيد نظراً لنعومة وروعت سحر شعبها وثراء تراثها الإنساني المشترك واإمكاناتها الهائلة للحفاظ واستعادة دورها الريادي القديم مرة اخرى دون شك ولا شك! لذلك لاتزال بغداد تحتفل بإرثها الماضي وتتطلع بثقة نحو مستقبل مليء بالأمال الكبير صنعها تواجد مجموعة كبيرة جدا من المثقفين والشباب الذين يؤمنون برؤية تنموية واقعية تؤدي إلي فتح بوابة الفرصة امام مجتمع مدني حديث يستند علي رؤية تقدمية يعتبرها جزء لا يتجزأ من هویتهم ملیة ووحدة جامعیه تجمع قلب وطن واحد وطنه اغنیه بتعدد ثقافاته وأنشطة سكانيه متنوعه !