تعتبر الموسوعة مصدرًا ثريًا وغنيًّا بالمعلومات، وهي تشكل مرآة للعلم والفكر الإنساني عبر العصور. تُعرَّف الموسوعة عادة بأنها مجموعة منظمة من المقالات المكثفة التي تجمع بين مختلف جوانب المعرفة البشرية، بدءًا من العلوم الطبيعية والتاريخ حتى الأدب والفنون.
تاريخيًا، كانت بداية ظهور المراجع المبكرة تشبه الملخصات، لكن تطورت لاحقًا لتكون أقرب لما نعرفه الآن بالقواميس. ومع ذلك، كان لاستخدام مصطلح "الموسوعة" قبولٌ بطيءٌ حتى ظهرتENCYCLOPÉDIE الشهيرة لدينيس ديدرو في فرنسا خلال القرن الثامن عشر الميلادي. هذا العمل الكبير ساهم بشكل كبير في تعميم استخدام المصطلح وتعزيز شهرتها.
من الناحية اللغوية، تُشير الموسوعة إلى الكتاب الواحد أو مجموعة الكتب التي تحتوي على العديد من المواضيع المنظمة بشكل أبجدي، مما يجعلها مخزنًا للحكمة العالمية. توسعت هذه التعريفات مع الزمن لتضم صورًا وخرائط وملحقًا متنوعًا مثل السير الذاتية للسلالات التاريخية والثقافات المختلفة. وقد تنوعت أحجام هذه المؤلفات أيضًا، ranging from كتب صغيرة مؤلفة من ٢٠٠ صفح إلى مجموعات هائلة قد تتألف من ١٠٠ مجلد وما فوق.
تنقسم تصنيفات الموسوعات الحديثة إلى قسمين رئيسيين هما: الموسوعات العامة وموسوعات الموضوع الخاص. الأولى تقدم نظرة عامة شاملة لكل مجالات العلم، بينما الثانية تستهدف موضوعًا واحدًا أو عدة مواضيع مرتبطة ارتباط وثيق مع التركيز العميق فيها. شهدت العقود الأخيرة تحولاً بارزاً في طريقة عرض ونقل المعلومات عبر الوسائط الرقمية. إذ انتقلت الكثير من الإصدارات المكتوبة التقليدية للوجود عبر الشبكة العنكبوتية World Wide Web مستخدمة بذلك فريق المحررين ذوي الخبرة الذين يقومون بتحديث المعلومات باستمرار بما يتناسب مع سرعة التقدم الحالي للأبحاث الأكاديمية الجديدة. وبذلك يتم توفير قاعدة معرفية سهلة الوصول إليها ومتاحة لأجيال جديدة ليست هناك حاجة لديها للتجول بين رفوف المكتبات القديمة بحثا عنها!