ابن الهيثم، العالم المسلم الذي عاش في القرن الرابع عشر للهجرة، ترك بصمة لا تمحى في تاريخ العلوم. يُعتبر أحد أبرز الشخصيات التي أثرت بشكل كبير في مجالات متعددة مثل الرياضيات, الفيزياء, الفلسفة العلمية وكذا علم البصريات. لكن ما يجعل مساهماته مميزة حقاً هو قدرته على الجمع بين التجربة العملية والنظرية المنطقية.
واحدة من أهم اختراعاته هي نظريته حول الضوء والإبصار والتي تعتبر ثورية حتى اليوم. قبل عمله، كان الاعتقاد سائداً بأن العين تطلق الأشعة نحو الأشياء المرئية لكي تتم رؤيتها. لكن ابن الهيثم دحض هذا الطرح وأوضح بدلاً منه أن الأجسام تنبعث منها أشعة ضوئية تدخل إلى عين الناظر لتسمح برؤيته لها. هذه النظرية شكلت أساس فهم البشر للضوء والبصر لأكثر من ألف عام.
بالإضافة إلى ذلك، قدم ابن الهيثم العديد من الأعمال البارزة الأخرى مثل "كتاب المناظر"، والذي يعد أول دراسة متعمقة عن العدسات وتأثيراتها. كما أنه طور طرق جديدة لفهم الظواهر الفلكية واستخدم الحسابات الجبرية لتحليل حركة النجوم والكواكب.
في المجال الهندسي أيضاً، قدم إسهامات هائلة؛ فقد وضع أسس قوانين الانكسار والانعكاس، مما أدى إلى تطوير تقنيات عديدة مستخدمة حالياً في التصوير الفوتوغرافي والأجهزة الإلكترونية الحديثة.
هذه الإنجازات وغيرها الكثير جعلت من ابن الهيثم رائدًا حقيقيًا في مجال العلوم، وترك لها إرثاً خالدًا يستمر تأثيره حتى يومنا هذا.
