الوباء مصطلح يشير إلى حالة مرضية خطيرة ومتفشية بشكل سريع داخل منطقة جغرافية محددة. هذا الانتشار المفاجئ والسريع لمرض ما فوق المعدل الطبيعي يُعتبر الوباء. الوباء ليس فقط دقيقاً ولكنه أيضاً قابل للتكيف؛ فالسبب الدقيق له غالبًا ما يكون جديداً في المنطقة المصابة وقد يأتي من خارج حدودها.
تاريخيًا، شهدت الإنسانية عدة أوبئة مدمرة بما فيها "الموت الأسود" أو الطاعون الذي حصد حياة أكثر من ثلث الأوروبيين في القرن الرابع عشر الميلادي، وفي فترة الحرب العالمية الأولى، أودى وباء الأنفلونزا الأسبانية بحياة نحو 35 مليون شخص حول العالم. بالإضافة إلى ذلك، كان هناك وباء السارس في بداية القرن الحالي والذي راح ضحية له حوالي 774 شخص عالمياً.
على الرغم من عدم تصنيف أمراض مثل الإيدز أو الملاريا كأوبئة رسميًا من قبل المنظمة الصحية العالمية، إلا أنها تشكل عبئاً صحياً هائلاً مما يؤكد أهمية التعريف الشامل للأوبئة. حتى لو كانت الأمراض غير معدية كالسرطان، فهي تستحق الاهتمام نظراً للعدد الكبير من الضحايا الذين تسقطهم كل سنة.
مع تقدم العمر، اكتسب البشر قدرة على بناء المناعة ضد بعض هذه الأوبئة باستخدام الأدوية والتوصيات الطبية المتخصصة. ولكن التطور المستمر للعادات البشرية جعل انتقال الأمراض أسهل وأكثر شيوعا بسبب التنقل اليومي وكثافة التجوال.
ومن ثم جاء دور المؤسسات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية التي وضعت استراتيجيات واستعدادات لحالات طوارئ مشابهة لهذه. هذه الاستراتيجيات تخضع باستمرار للتحسين بناءً على التجارب والأبحاث الجديدة فيما يتعلق بالأوبئة الناشئة.
وبالتالي فإن فهم وتطبيق التدابير المناسبة يمكن أن يلعب دورا محوريا في تقليل تأثير الأوبئة المستقبلية وحماية الأفراد والمجتمعات.