يمكن إرجاع تاريخ أول استخدام للإنسان للنار إلى فترة ما قبل التاريخ، تحديداً خلال العصر الحجري القديم السفلي حوالي مليون سنة مضت. رغم عدم وجود دليل مباشر حول كيفية اكتشافها لأول مرة، إلا أنه هناك عدة نظريات مشروعة تشير إلى احتمالات محتملة.
النظرية الأولى تقترح أن البشر الأوائل ربما اكتشفوا النار بشكل عرضي نتيجة الصواعق الطبيعية التي كانت تحرق الغابات والأعشاب الجافة. بعد ذلك، ربما لاحظوا قدرتها على طهي الطعام وتوفير الدفء والحماية من الحيوانات المفترسة.
نظرية أخرى مفادها أنها قد تكون نتاج حريق متعمد بواسطة بشر ماكرين استغلوا الخصائص الكيميائية لبعض المواد القابلة للاشتعال مثل الخشب والفلين والعشب المجفف. بمجرد احتراق هذه المواد، تعلم هؤلاء البداويون كيف يحافظون عليها ويستخدمونها لتسخين بيئاتهم وطهي وجباتهم الغذائية.
كما يعتقد البعض الآخر أن النار قد اكتشفت عبر اصطدام جسم معدني ساخن مع مادة قابلة للاحتراق كجزء من عملية تصنيع أدوات الحجر والمعادن. هذا الاحتمال يعزز فكرة "اشتعال النار بالاحتكاك".
بمرور الوقت، تطورت معرفتنا بالنار مما ساعد في تطور المجتمعات الإنسانية المبكرة. فقد مكّنت القدرة على التحكم في اللهب الناس من الاستقرار خارج الكهوف والسكنيات المغارة التقليدية. كما سهلت الطبخ والتدفئة أثناء الشتاء القاسي وأصبح مصدرًا للضوء حتى ليالي الليل الطويلة والمظلمة. وبالتالي، تعد النار أحد أهم الاختراعات التي غيرت مسار تاريخ البشرية وساهمت بصورة كبيرة في تقدم الحضارات القديمة نحو مستقبل أكثر ازدهارا واستقرارا.