تغريبة بني هلال هي واحدة من أبرز السير الشعبية العربية التي تروي قصة هجرة قبيلة بني هلال من نجد إلى المغرب العربي. هذه السيرة، التي تعتبر الأطول والأكثر رسوخًا في الذاكرة الجماعية، تتضمن أكثر من مليون بيت شعر، وتتميز بقدر كبير من الخيال الذي قد يبعدها عن الواقع التاريخي.
تتكون السيرة الهلالية من عدة قصص وبطولات، أبرزها سيرة الأمير أبو زيد الهلالي، الأمير ذياب بن غانم الهلالي، وقصة زهرة ومرعى. هذه القصص تشكل سلسلة متصلة من الأحداث التي تعكس التجارب الحياتية لقبيلة بني هلال، والتي كانت معروفة بشجاعتها وحمايتها لقيم الأمة.
الجد هلال، الذي تنسب إليه القبيلة، كان أحد أبطال الإسلام الذين دافعوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك. نتيجة لذلك، نال نسله فخر البطولة وشرف الفروسية.
بدأت التغريبة الهلالية عندما هاجرت قبائل نجدية كثيرة، بما فيها بني هلال، من نجد إلى مصر ثم إلى دول المغرب العربي بسبب المجاعة التي ضربت المنطقة. بعد عبورهم مصر، استقروا في تونس وأجزاء أخرى من المغرب العربي.
هذه السيرة لا تروي فقط قصة الهجرة، ولكنها أيضًا تسرد تاريخ الأمة، وتعرض بطولات وأمجاد قبيلة بني هلال في الحروب والسلام. تُقدم السيرة هذه الأحداث بطريقة فنية تعكس معتقدات البسطاء.
تغريبة بني هلال هي ملحمة البطولة والهجرة، وهي شهادة على قوة وشجاعة قبيلة عربية عريقة.