مرسى بن مهيدي، تلك البلدة الساحلية الصغيرة الواقعة غربي الجزائر، تعد واحدة من أجمل الوجهات الطبيعية في البلاد. تتبع هذه الدائرة administrative إلى ولاية تلسمان وتتميز بموقعها الفريد قرب الحدود الغربية للجزائر. يبلغ مسافة 700 كيلومتر تقريبًا عن العاصمة الجزائرية، مما يعطي الزوار فرصة للاسترخاء والاستمتاع بالمناظر الخلابة. كما أنها محاذية لعاصمة الولايّة بحوالي 114 كيلومترًا فقط.
تُعتبر بداية تاريخ هذه المدينة مرتبطة بالسيد لويس سايه الذي أسس القرية الأصلية حول وادٍ معروف باسم "واد كيس" منذ العام 1905 ميلادية. ومع ذلك، فإن الاسم الحالي "مرسى بن مهيدي"، جاء نسبةً إلى الشهيد الشهير عبد الله بن مهدي خلال الحرب الثورية الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي في الستينات من القرن الماضي مما جعله رمزًا للقوة والإباء لأهل المنطقة.
تشتهر مدينة مرسى بن مهيدي بطبيعتها البحرية الرائعة والتي تضم مجموعة متنوعة من الشواطئ المناسبة لكل أنواع الترفيه. يعد الشاطئ الرئيسي، مشابه في اسمه للمدينة نفسها، واحدًا من أكثر المواقع رواجًا بسبب صفائه ونظافته. هناك أيضًا شواطئ أخرى مثل موسكاردة وعين عجرود والتي توفر خيارات واسعة لممارسة الرياضات المائية والاستمتاع بالحياة البرية البحرية المتنوعة. بالإضافة إلى ذلك، يحظى شاطئ بالوما بشعبية كبيرة لدى العديد نظرًا لبساطته ولأنه مكان غير مراقب بشكل رسمي لكنه آمِن وغني بالأجواء العائلية المريحة.
تعكس الحياة اليومية النشاط التعليمي الكبير داخل المجتمع عبر انتشار المؤسسات التعليمية المختلفة بدءا بالإعدادية وانتهاء بجهاز المدرسة الثانوية العامة. ودون تجاهل الجانب الثقافي والعلمي فقد خصصت إدارة البلدية مقرا خاصّا بها كمكتبة عامة لتكون مركز ثقافتها وحفظ تراثها الشعبي والحضاري عموماً. ويتكامل دور المكتبة مع دار الفنون والمعارف التي تؤدي دوراً أساسياً في تنمية روح المعرفة والفكر الحر وسط أفراد مجتمع مرسى بن مهيدي بكل فئات عمرانية محتملة خاصة بفئة الناشئين والأطفال منهم تحديداً حيث تتوفر حضانة للأطفال حتى سن مبكرة تحت رعاية الجمعيات الاجتماعية ذات الاختصاص بذلك النوع من الخدمة الإنسانية الضرورية للغاية لرؤى المستقبل المبهر لهذه الدولة العربية العزيزة علينا جميعا بالتأكيد!
على صعيد آخر تماماً ولكونه أمر هام جدّاً بالنسبة لسكان المنطقة وزائريها كذلك؛ يتمثل أحد المقومات الرئيسية لمدينة مرسى بن مهيدي بتوفر منظومة ملاحيــَـة عالية التقنية تتمثل فيما يعرف الآن بمرفأ صيد وصيد نهاري يعمل وفق أعلى درجات السلامة والأمان باستخدام سفن حديثة الحداثة واستيعابه لعدد كبير جداً من المركبات الخاصة بالسائحين فضلاً على تواجد أماكن انتظار ملائمة وكافية لها ضمن نفس المكان ذاته...كما أنه مؤمائر تجهيزات كاملة للتغذية الداخلية بما فيها شبكة مياه نظيفة وصلتها مباشرة بالنظام العقاري الحديث المصمم حديثا أيضا وهو الأمر الذي يضمن للجالسين فيه درجة نقاوة ممتازة لاتقل أبدا عن مثيلاتها العالمية طبقا لما سيقرره خبراء الصحة المعتمدون عالميا بلا شك!! ويعتبر هذا المركز البحري ثمرة إعادة تأهيل وإعادة تنظيم شاملة قامت بها شركة كرواتية ماهرة وقدراتها مثبتة سنوات عديدة مضت ضمن مجالات المشروع نفسه..ولكن مع تطوير جديد يشجع المزيد والسياحة والترويح ليناسب مطالب عصرنا التقني وما بعده بدون انقطاع طبعا!
ومن الجدير بالذكر هنا أيضا إنشاء قرية صغيرة ولكن ذا دلالاتها التاريخية الهائلة وهي تعرف بـ"بين لجراف". وهي موقع استراتيجي تطل عليه العلم الجزائري فوق أرض وطنية جزائرية أصيلا وذلك مقابل المملكة المغربية المجاورة جغرافيا بينما تمتلك بلدة مرسى بن مهيدي تغييرات جمالية خلابة سواء عند النظر إليها باتجاه الشرق نحو الوادي الشهير "واد قيس" والذي يحمل عبق عطر الانساب القديمة أم حين يكون المنظر بانوراما جميلة أثناء التصوير والتقط صور ذكرى لحظة لحظة الوقوف أمام بحر أخضر نابض بالحياة والبريق اللافت للعين البشرية بصورة طبيعية عفوية وجميلة جدًا ! وهذا ما يجعل منها وجهة أولى لمن يرغب بتجربة مغامرات فريدة ومتنوعة برفقة الأحباب والأصدقاء!