اندلعت الحرب العالمية الثانية في الأول من سبتمبر/أيلول عام ١٩٣۹، وكانت نتيجة لمجموعة معقدة من الظروف الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية. يمكن تتبع جذور هذه الحرب إلى عدة عوامل أساسية أثرت بشكل مباشر على مسارات الدول الأوروبية والعالمية آنذاك:

١. معاهدة فرساي وجذور الغضب الألماني: لعب توقيع معاهدة فرساي عقب انتهاء الحرب العالمية الأولى دورًا محوريًا في تغذية المشاعر العدائية لدى الشعب والقادة السياسيين الألمان. فرضت المعاهدة عقوبات اقتصادية شديدة على ألمانيا، بما في ذلك دفع تعويضات هائلة وفقدان أراضٍ ومصادر ثروة طبيعية مهمة. ترك هذا الشعور بالإهانة والاستياء بين الألمان أرضًا خصبة للفكر القومي الشوفيني ونظام هتلر النازي اللاحق.

٢. آثار الكساد الكبير وانخفاض معدلات الاستهلاك العالمي: شهد عقد الثلاثينات انهيارًا اقتصاديًا عالميًا واسع النطاق عرف باسم "الكساد الكبير". بدأ الأمر بانخفاض مفاجئ لسوق الأسهم الأمريكية في أكتوبر ١٩۲۹ -التي عرفت بيوم الاثنين الأسود- وانتشر بسرعة عبر البلدان كافة بسبب العلاقات التجارية الوثيقة بينها وقتذاك. أدت تدابير التقشف الحكومية لتقليص الإنفاق العام وخفض الرواتب مما زاد من تفاقم الوضع سوءا. عاش الكثيرون تحت خط الفقر بينما كانت المصانع والشركات تغلق أبوابَها تباعًا؛ وهو ما أدى لحالة عدم رضا عامة غذت الدوافع القومية والحاجة لإيجاد حلول بسيطة ("حلول شاملة") مثل تلك التي وعد بها النظام الفاشي بزعامة موسوليني في ايطاليا وبروز حزب العمال الوطني الاشتراكي بقيادة هتلر لألمانيا.

٣. نزعة توسعية الدولة والإمبريالية الجديدة: ظهر توجه جديد نحو البحث عن احتياطي موردي المواد الخام اللازمة لصناعة الفولاذ و النفط وغيرهما وذلك بتوسيع نطاق السيطرة الإقليمية للدولة بكل الوسائل الممكنة بما يشمل نهج قوة الاحتلال العسكرية لاستيلاء موارد الآخرين بالقوة. سعى كل من Benito Mussolini's Fascist Italy و Adolf Hitler’s Nazi Germany لنفس السبب : تحقيق مصالحهم الخاصة عبر نشر نفوذهم داخل حدود غيرها باستخدام الجيوش ودكاكين الدعاية المؤثرة لتحقيق هذه الغاية . مثَّل هجوم جيوش الجيش الياباني لشبه الجزيرة الكورية ومن ثم 점진يا شمال شرق الصين وفي نهاية المطاف شن عملية غزو مباشرة لبكين مثال حي لهذه التصرفات المغرضة والمتهورة ذات المنطلق التوسعي الواضح بدون مراعاة حقوق الطرف الثالث ولا حتى قراراتها الرسمية صادرة عنها أصلا! وما يزيد الأمر سوءآ أنها جاءت أيضا رغم انتخاب اليابان لعضوية مجلس الأمن الدولي ضمن عضوية جامعة الامم المتحدة حين ذاك!!

تلخص هذه العوامل مجتمعتين ثلاث رؤى اساسية تكمن خلف سبب ابتدائها ، وهي : شعور القوى الراسة بإحساس عميق بالإهانة الذاتية جرّاء خسائر الحرب الاولى المدمرة , رغبتها الجامحة فى إعادة بناء قوتها وشعبها مرة أخرى, فضلاًعن حاجتها الملحة للعناصر الطبيعية الحيوية المتواجده بمواقع خارجية مختلفة لكن ايضا اقليمية جغرافيا... وكل ذالك وسط حالة من الركود الاقتصادى خانق للغاية اجتاح البلاد المذكوره اعلاه وكان له تأثير كبير جدا على مواطني الذين كانوا يعانون بالفعل قبل اكتشاف المزيد منه !