تعكس قواعد اللغة العربية الفصحى، بما فيها "العَدد"، أحد الجوانب الجوهرية للنحو العربي والتي تعزز فهم الرسالة المنقولة عبر الكلام المكتوب أو المنطوق. يعتبر مفهوم العدد في نحو العربية عميق المعنى ويحتاج إلى دراسة متأنية ليفهمه الطالب بشكل فعال. يشير مصطلح "العدد" هنا إلى تلك الأرقام المستخدمة لتحديد كميات الأشياء غير القابلة للتجزئة مثل الأفراد والعناصر والأشخاص وغيرها. بالإضافة إلى ذلك، هناك أيضاً المصطلحات "المفرد" و"المجموع".
في البداية، يُعرَّف المفرد بأنه الاسم المسند إليه وصف العمومية كـ "رجلان" بدلاً من "رجلين". يمكن للمفرد أن يكون فرداً واحداً فقط، بينما قد يتم استخدام الجمع للإشارة إلى أكثر من واحد. عندما نستخدم مفرد مثل "كتاب"، فإننا نتحدث عن كتاب واحد محدد. أما عند قولنا "كتب"، فذلك يعني مجموعة كتب متعددة. الجدير بالذكر أنه رغم تشابههما، إلا أن هناك فروقا نحوية مهمة بين المفرد والجمع.
تتطلب بعض الكلمات تعديلات تسمى "التغيير" عند وضعها ضمن السياقات المختلفة سواء كانت مفردة أو مجتمعة مع أخرى مماثلة لها. هذه العملية تعتمد أساسا على نوع الجنس ('ذكري' مقابل 'مؤنث') وجمع العدد ("مُعَرِّف" مقابل "منون"). على سبيل المثال، إذا كنت تتحدث عن رجل واحد فأنت تقول "رجل"، لكن لو تحدثت حول عدة رجال فسوف تغير ذلك ليصبح "رجال." هذا هو جوهر التغيير الوزني وكيف يؤثر على بناء الجملة الصحيح للأفعال والحروف الأخرى المتعلقة بها.
ومن الأمثلة الأخرى التي توضح أهمية القدرة على التعرف بسرعة ودقة على ما إذا كان اسم ما مسبوقًا بصفة جمع أم لا هي عبارات مثل "مرتان", وهي مشتقة من الأصل "مره"، والتي تطورت بسبب وجود حرف جر قبلها مما أدى إلى تغيير ترتيب الحروف قليلاً لإظهار حالة التركيب الصحيحة لجملتنا الجديدة. وبالتالي، تحولت الكلمة من شكلها الأصلي الصادر عنها وهو :"مرة واحدة".
لا تنتهي رحلتنا بفهم العلاقات بين المفرد والجمع واستخداماتها اليومية ولكن أيضا كيفية مواجهة تحديات التفريق بين أشكال مختلفة مشابهة للتراكيب التقليدية لكلمتين مختلفتين تحمل نفس المعاني ولكن بطريقة استعمال مغاير وفق سياقهما الخاص بكامل جملهما. إنه عالم غني ومثير للاكتشاف داخل أبواب علم صرف ومعجم اللغة الحديثة!
