بابلو رويز بيكاسو، الشخصية المعروفة عالميًا، لم يكن مجرد رسام، وإنما كان ثوريًا في عالم الفن الحديث. ولد في 25 أكتوبر 1881 في مدينة مالقة بإسبانيا، لعائلة تنتمي للطبقة الوسطى حيث عمله أبيه كمدرس للرسم أسس حبّ بيكاسو للألوان والأشكال منذ طفولته المبكرة. اكتشف والداه مبكرًا براعته الفنية ودعمهما الكبير أدى إلى ترسيخه أساس مهاراته الفريدة.
في العام الدراسي 1894-1895، بدأت مسيرة بيكاسو المهنية حين عرض أول مجموعة من أعماله الواقعية النابضة بالحياة في متحف برشلونة. ولكن التأثير الحقيقي للفن جاء عندما انتقل إلى باريس عام 1897 لتوسيع آفاقه الفنية واستكشاف أفكار جديدة. هنا، تقابل صديق العمر وصاحب تأثير كبير عليه - ماكس جاكوب - مؤلف كتاب "تاريخ فن الرسم".
كان فترة الثلاثينات مصيرية بالنسبة لبابلو. فقد تعاون بشكل وثيق مع فرناند ليغيير لتحقيق تجارب مذهلة باستخدام المواد غير التقليدية مثل الجلود والخشب والمعدن في تشكيل لوحات ثلاثية الأبعاد تحت مفهومه الخاص بالتعبير التجريدي. كما عمل أيضاً على تطوير تقنية تسمى "الكولاج"، مما جعله أحد الرواد الرئيسيين لنوع جديد تماماً من الفنون المرئية.
على الرغم من الظروف الصعبة التي واجهتها فترة الحداثة، خاصة خلال الحرب العالمية الثانية، فإن تصميم پيكaso للحفاظ على روح الإبداع والإلهامي ظل ثابتاً. إن غرنيكا الشهيرة، والتي تم تكليفها بمناسبة معرض دولي ضد الحرب، ليست فقط رمزًا للتدمير والحرب ولكنه أيضًا احتفال بالقوة الإنسانية والتحدي رغم المصائب.
وفي الثمانينيات، واصل پيكaso تحدي حدوده الإبداعية، حيث صمم منحوتات متقدمة تكنولوجياً ومعقدة للغاية. وعلى الرغم من أنه توفي في 8 أبريل عام 1973 عن عمر ناهز تسعين عاماً، إلا أن إرثه الفني المستمر يشهد على دوره الرائد كواحد من أهم الشخصيات المؤثرة في تاريخ الفن العالمي.