تعتبر ظاهرة "زحزحة القارات"، والمعروفة أيضاً بزحزحة الصفائح، أحد أكثر الظواهر الطبيعية إثارة للدهشة والتأثير البعيد المدى على سطح كوكبنا. هذه العملية الجيولوجية تشير إلى التحركات الدائمة والمستمرة للقشرة الأرضية التي تقسمها طبقة تسمى طبقة بايزو - وهي الطبقة العليا الصلبة للمantle تحت القشرة. هذا الحركة ليست سريعة مثل حركة الأيدي ساعة بل هي بطيئة للغاية وقد تستمر لملايين الأعوام.
يتم تعريف هذه الظاهرة عادة بناءً على النظرية المتعارف عليها والتي تعرف بنظرية زحلقة الصفائح الجوفية. بحسب هذه النظرية، تتكون القشرة الأرضية من عدة صفائح كبيرة تُعرف باللوحات التكتونية. كل لوحة من هذه اللوحات ليست ثابتة ولكنها تتحرك بشكل مستقل عن الآخرين بسبب الضغط الناتج من العمليات الداخلية للأرض مثل الحمل الحراري. عندما تصطدم لوحتان متفرقتان بالقرب من بعضهما البعض، يحدث ما يعرف باسم الانغلاق البحري حيث تغوص إحدى اللوحات تحته الأخرى وأسفل لب الأرض. بينما يمكن أن تنفصل لوحتان وتبتعدا عن بعضهما مما يؤدي لتكوين الصدوع البركانية البحرية الجديدة بينهما.
هذه العملية طويلة العمر لها تأثير عميق على شكل وشكل تضاريس العالم منذ بداية تكون الحياة عليه. فمثلاً، يُعتقد بأن قارتَي أمريكا الجنوبية وأفريقيا قد كانت مرتبطتين قبل ملايين السنوات ضمن كتلة بركانية واحدة يُطلق عليها اسم غوندوانا. ولكن مع مرور الوقت بدأت هاتان القارتان في الانقسام والابتعاد عن بعضهما حتى أصبحا كما نعرفهما اليوم. بذلك فإن فهم مفهوم زحزحة القارات ليس فقط معرفة جيولوجية مهمة ولكنه أيضًا يساعدنا على فهم تاريخ وكيفية تشكيل الكرة الأرضية خلال العصور الجيولوجية المختلفة.