الحديد، أحد أكثر العناصر المعدنية شيوعاً الموجودة في الطبيعة، يتميز بدرجة غليان عالية نسبياً مقارنة بالمعادن الأخرى. درجة انصهاره هي حوالي 1538 درجة مئوية (2800 فهرنهايت). هذا يعني أنه يحتاج إلى حرارة كبيرة جدا لتغيير حالته من الصلبة إلى السائلة.
تاريخياً، كان اكتشاف كيفية إذابة واستخدام الحديد نقطة تحول هامة في تاريخ البشرية. منذ آلاف السنين، اعتمدت المجتمعات القديمة على المعادن الأقل كثافة مثل النحاس والقصدير لصناعة أدوات وأسلحة بسيطة. ولكن مع اكتشاف طرق لإنتاج وتشكيل الحديد، أصبح بإمكان الإنسان إنشاء هياكل أقوى بكثير وأكثر متانة.
في البيئة الصناعية الحديثة، تُستخدم درجات مختلفة من الحرارة لإذابة الحديد حسب الاستخدام النهائي للمنتج. على سبيل المثال، يستخدم سبائك الصلب المنصهرة عادة في صناعة السيارات والأدوات الثقيلة، بينما يُفضل استخدام الفولاذ ذو القوة الأقل في بناء الهياكل الصغيرة والمعمارية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن مقاومة الحديد للتآكل والحرارة جعلته خياراً ممتازاً للمعدات المستخدمة في البيئات شديدة الظروف مثل عمق البحار والمفاعلات النووية. وفي الوقت نفسه، تعتبر عملية الانصهار جزء أساسي من العديد من تقنيات التصنيع المتقدمة التي تشمل اللحام والتنجيم وغيرها الكثير.
بشكل عام، يبرز دور درجة انصهار الحديد كعنصر رئيسي يعكس أهميته العملية والفريدة بين جميع العناصر الأخرى في الجدول الدوري للعناصر.