كان توماس إديسون أحد أكثر الشخصيات تأثيراً في التاريخ الأمريكي والعالمي ككل خلال القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. ولد في 11 فبراير عام 1847 بمدينة ميلان بولاية أوهايو الأمريكية ورحل عنا 18 أكتوبر سنة 1931 وهو في سن الثالثة والتسعين وذلك بتلك المدينة نفسها التي شهدت ولادته. كان له دور كبير في تطوير العديد من الاختراعات الرائدة والتي أثرت بشكل عميق ليس فقط على الحياة اليومية للناس ولكن أيضا شكلت أساساً لثورة الصناعة الحديثة.
إحدى أهم مساهماته كانت اختراع البطارية الفسفورية القابلة لإعادة الشحن والتي تعتبر أساسية لتشغيل الأجهزة الكهربائية الصغيرة بما فيها الراديو. لكن ربما أشهر اختراعاته هو لمبة الضوء الكهربائي، والذي غير الطريقة التي نعيش ونعمل ونستمتع بها خلال الليل إلى الأبد. هذه اللمبة - المعروفة الآن باسم "لامبة إديسون"، استخدمت لأول مرة تجارياً في عام 1879 مما مهد الطريق أمام استخدام واسع النطاق للكهرباء كمصدر ضوء موثوق ومريح.
بالإضافة لذلك, كان إديسون مبتكرًا متعدد الجوانب وأطلق عدة مشاريع علمية وثقافية هامة أخرى منها آلات التصوير المتحركة والأصوات المسجلة المبكرة وكذلك نظام الهاتف العمومي. كما قام بإجراء بحث وتجارب في مجالات متنوعة مثل الطاقة الشمسية والإنتاج الزراعي الحيوي قبل وقت طويل قبل أن تصبح تلك المجالات محور اهتمام علماء البيئة والمستهلكين الحديثين.
على الرغم من كل نجاحاتّه, فقد واجه إديسون تحديات كبيرة أثناء فترة حياته العملية. فقد تعرض لنكسات مالية عديدة واضطر لإعلان إفلاسه مرتين ولكنه لم يستسلم أبداً واستمر في العمل بلا كلل حتى وفاته. ترك لنا إرثا غنيا بالاختراعات الثورية التي تشكل جزءا أساسيا مما نعتبره أمرا مفروغا منه حاليا. إن روح البحث المستمرة لدى توماس إديسون هي مصدر إلهام لكل مبتكر يهدف لتحقيق إنجازات عظيمة.