حظي المغرب بتاريخ طويل وشائك مليء بالتحولات السياسية والديناميكيات الإقليمية المتنوعة. منذ العصور القديمة حتى اليوم، مر الحكم المغربي بمراحل عدة تحت سيادة العديد من القوى المحلية والعابرة للقارات. سنسلط الضوء هنا على أهم هذه الفترات التاريخية والتي شكلت هوية البلاد وتأثيرها العالمي.
المملكة الأموية والمرابطون والموحدون (711 إلى 1269)
بدأ الحضور الإسلامي في المغرب عام 711 ميلاديًّا عندما غزا الأمير موسى بن نصير الاندلس نيابةً عن الخليفة الوليد بن عبد الملك. أسس العرب فيما بعد دولة أموية مستقلة عاصمتها المدينة الفاضلة ("مدينة السلام"). شهد القرن الثاني عشر ظهور دولتين إسلاميتين قويتين كانت لهما تأثير كبير هما الدولة المرابطية بزعامة يوسف بن تاشفين ودولة الموحدين برئاسة محمد بن تومرت. وقد توسعت هاتان الأخيرة لتشمل شمال أفريقيا وأجزاء كبيرة من الأندلس أيضًا.
السنوسيين والسعديون (منتصف القرن الخامس عشر إلى نهاية القرن الثامن عشر)
بعد انهيار سلالتي المرابطين والموحدين، ظهرت مجموعات قبلية متنوعة تسعى للحفاظ على استقلاليتها ضد الغزاة البرتغاليين والإسبان الذين كانوا يطمعون في استعمار المنطقة الغنية بالموارد الطبيعية خاصةً على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر. ضمن هؤلاء القبائل كانت قبيلة السعديين وهي إحدى فرق الطريقة الصوفية المعروفة باسم "السنوسية"، فقد نجحت في توحيد معظم مناطق شمال غرب أفريقيا وذلك خلال فترة حكم مولاي إدريس الأكبر وابنه محمد الشيخ سنة ١٥٢٤ م . واستمر هذا النمط للحكم حتى مطلع القرن التاسع عشر حين تنازل آخر خلفائه لسلطة آل علويين مقابل تعهد يديم مساعدتهم أثناء صراعاتهم الداخلية والخارجية لاحقًا..
السلطنة العلوية الحديثة (١٦٦٦ - الحالي)
تعود جذور الخط العلوي بالحكم المغربي لقبيلة صنهاجة الصحراوية الشهيرة بجهادها القصدي لصالح أهل الحق ضد المعتدين سواء بادعاء شرعية ملك ارض مغربية ام بتدخلات اجنبيه طمعا باحتلال جزائر الشمال الافريقي عموما والصحراء خصوصا . وفي بداية عصر النهضة الأوروبيه ، بدأت دول مثل فرنسا وبريطانيا بمحاولة تثبيت نفوذها حول العالم بما فيها المناطق الاستراتيجية الاستوائيه مثلا كتونيس وليبية وغيرهما .. ولكن تحديدا بالنسبة للمغرب فثبت ابنائها على مواجهة تلك المؤامرات دفاعآ عن تراثهن الزاهر والتاريخ المشرف وهو ما قاد لاستقلال الدولة رسمياً أمام المجتمع الدولي ابتداءاً من العام ١٩٥۶ ولكنه لم يكن إلا لحظة جديدة لبدايه تاريخ جديد والحفاظ عليه للأجيال القادمة بإذن الله تعالى.