الحوار الوسيلة الأكثر فعالية للتواصل بين البشر، فهو طريق اكتساب المعرفة وتحقيق التفاهم المتبادل. سمح الله سبحانه وتعالى للإنسان بممارسة هذا الفن ليعزز روابط الأخوة ويحقق الوئام الاجتماعي. وفي الإسلام، يُعتبر الحوار شرطًا حيويًا للعيش المشترك وتمتين الروابط داخل المجتمع الإنساني. إليكم بعض الصفات الرئيسية التي ينبغي توافرها في الحوار الناجح، مستمدّة من تعاليم الدين الإسلامي:
- وضوح الموضوع: تحديد المواضيع محل المناقشة تجنبًا للازدواجية وتشتيت تركيز المحادثين. قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "إذا خَطَبَ أحدُكم امرأةً، فلا بأسَ أن يَنظُر إليها". وهذا يدل على أهمية تحديد شروط ومعايير واضحة عندما نتحدث عن أمور مهمة كالزواج مثلاً.
- معرفة المُحادث: الاعتراف بما ليس لديك علم به ضروري لتحقيق صدقية عالية وثقة متبادلة خلال الحوار. يقول الحق سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: "قل ما كانَ لي أن أكون دليلا لكم" (آل عمران: 79). يشجعنا هذا على الاحتفاظ بفلسفة الشك حين نواجه مواضيع غير مألوفة ونحن نعلم القليل عنها.
- روح المغفرة والامتنان: اعتذر فور ارتكاب خطأ واحيي جهود زميلك بنفس القدر من الاحترام عند تصحيح أدائك. دعا الرسول الأعظم إلى التحلي بهذا النوع من التعامل بشفافية قائلا: "إنما الأعمال بالنيات".
- استعمال الأدلة والبراهين المنطقية: بناء حجج قوية تعتمد على حقائق واقعية وأدلّة شرعية وفقهية يساعد بدوره على ترسيخ ثبات الثوابت الإسلامية أمام الشبهات والشكوك الخارجية. كما أنه يعكس حرص المسلمين على توضيح وجهة نظرهم بطرق منطقية وحاسمة كما ورد في قول رب العالمين:"وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون".
- قبول التنوع وآراؤه المختلفة: فتح الباب دائمًا لتقبل آراء متنوعة بغض النظر عن مدى عدم ارتباطها مع معتقدات الشخص الخاصة مؤشر آخر لقيمة مفتاح التواصل المفتوح المبني على أسس احترامية عميقة كتلك الموجودة ضمن حديث رسول الرحمة المثالي التالي: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد».
- تشجيع محاكاة أخرى عبر مديح المستمع والإشارة إلى أرض مشتركة أولًا: تشجيع محاوراتك باستحضار عناصر التشابه والتوافق يقوي العلاقات الاجتماعية والعلاقات الشخصية بصورة مباشرة وغير مباشرة مما يؤدي بالتالي لحالات اجتماعية أكثر قابلية للتحويل وخلو من المصائب وصناعة أجيال جديدة ذات نظرة شاملة وعامة للأمور المطروحة. وفقا لما جاء بتوجيهات سيد الخلق فقال :"اعرضوا عليَّ أعمالي، فإن شئت حسنتهم، وإن شئت قبحتهم"، هنا يمكن إدراك قوة التأثير الإيجابي للنقد المقترن بالسلوك المثالي عوض الاعتماد فقط على انتقاد الذات بدون ترشيحات إصلاحية بديلة مناسبة لها نفس الغاية النهائية.
- التسامح والصبر وضبط النفس أثناء الجدلات: الحفاظ على هامش تحرر داخلي يسمح بحفظ رباطة الجأش تحت وطأة التجارب الحرجة بجانب قدرة ملحوظة لإدارة ردود فعل انفعالات الغيرة العصبية جميعها عوامل تساعد بلا شك لمن يمارسون تلك المهارات فوق مستوى متوسط لتنمية ثقافة نقاش اكثر إنتاجية تؤدي لتقدم نحو حل مشكلات جوهرية بكفاءة أعلى بكثير مقارنة بهدف مجرد تحقيق الانتصار الخاص بوسائل مغلفة برداء الجدلية العقيمة غير المفيدة مطلقًا والتي غالبًا ما تساهم بخنق روح الفريق وقد تتسبب كذلك بازدهار أجواء مليئة بالنزاعات الداخلية اللازمة أساسيتها لاستقرار مجتمعاتنا الإسلامية عالميًا وبالتالي صحوة حضارتنا الثقافية المتضررة حاليًا نتيجة غياب نماذج ناجحة من حملتها رسالة سلام واخوة وسط بحر الهاوية المريرة لجشع طامعين مصائب الهوان تجاه دين الله عز وجل ودينه . أخيرا ولكن ليس آخرا ،
- احترام حقوق الطرف الثاني ومناقشته باحترام وحسن خلق: مراعاة دور كافة الاطراف وانصاف موقف كل فريق فيما مضى من مسارات تفكير مختلفة باتباع نهج حماية خصوصياتهم الشخصية بالإضافة لاعطاء الحق لكل واحد منهم بإبداء رايه بكل سهولة ودون تدخل سلبي خارجي وهو بالفعل لن يكون بالأمر السهل ولكنه بالتدريب المنتظم سيصبح ممكن المنال بالفعل كما لاحظه لنا القدوات السابقة بنا ولم يكن امامنا الآن الا اتباع دربه المستقيم للتطور لأعلى الدرجات الإنسانية العالمية الأخرى .