تاريخ إيطاليا غني ومتنوع، ويُعتبر من أغنى القصص التاريخية لقارة أوروبا. تبدأ هذه الرحلة مع الاستيطان البدائي للإنسان منذ حوالي ٢٠٠,٠٠٠ عام مضت، ولكن بداية تألقها كقوة عالمية تعود إلى زمن اليونان الكبرى عندما قام اليونانيون بتأسيس مستعمراتهم التجارية والثقافية على طول ساحل البحر المتوسط الجنوبي.
في قلب هذا المشهد، ازدهرت مدينة روما القديمة، والتي جمعت بين التأثيرات الثقافية لكلٍ من اليونانيين والإغريق لتكون مهد الحضارة الغربية بما فيها الإمبراطورية الرومانية الشاسعة التي امتدت سيطرتها لأغلب المناطق المعروفة آنذاك. لكن رغم مجدها وروعتها، فقد بدأت الإمبراطورية بالتراجع نحو الانحسار بعد القرن الثاني ميلادي نتيجة عدة عوامل داخلية وخارجية - ليس أقلها ظهور الديانة المسيحية كمؤثر كبير.
مع حلول عصر النهضة في القرن الخامس عشر، شهدت إيطاليا نهضة ثقافية وفنية غير مسبوقة قادتها مدن مثل فلورنسا ونابولي والبندقية وغيرها الكثير. لقد كان هذا العصر نقطة تحول حاسمة، إذ أعادت فيه إيطاليا اكتشاف تراث الماضي واستلهمته مما أدى إلى تطورات جوهرية في الفنون والأدب والفلسفة وما يزال تأثير "نهضة" إيطاليا محسوسًا حتى اليوم حول العالم.
ومع تسلط النفوذ الخارجي عليها خلال القرنين السادس والسابع عشر تحت حكم الاسبان والنمساويين، خضعت البلاد لفترة عصيبة من النهب والتقهقر الاقتصادي نسبياً. إلا أنه ومن خلال حركة "التنوير"، نجحت بعض مدنها المهمة كالمدن الشمالية بإعادة بناء نفسها سياسياً واقتصادياً ليصبح لها دور ريادي في التفكير الإنساني الحر والمناقشات الفكرية الساخنة.
وفي ظل أجواء الترقب والتحضير للحراك الوطني الموحد ضد الاحتلال والاستعمار الأجنبي، حدث توحيد الدولة الإيطالية الحديث في العام ١٨٦١ بقيادة الملك فيكتور إيمانويل الثانى. وكان لهذه اللحظة آثار عميقة حيث اتخذت روما موقع العاصمة رسميًا خلفًا لمدينة فلورنسا، وشكل النظام السياسي الجديد نموذجاً للديمقراطيات البرلمانية الحديثة.
بهذه الطريقة الطويلة والمعقدة تعرض الجانب الجوهري للتاريخ الإيطالي؛ حيث تناغم بين تقليد قديم متجذر وصعود حديث ديناميكي نحو المركز العالمي على الخرائط السياسية والجغرافية.