- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري

ملخص النقاش:
بينما يدور النقاش حول إمكانية تشكيل منظومة أخلاقية مستدامة بعيداً عن الروابط الروحية للدين، يظهر توافق بين المتحدثين -وليد الحمامي ويُفترض المؤلف عبد الناصر البصري-. يؤكد الأول والثاني على أهمية الارتباط بالمرجعيات الروحية للأخلاق؛ حيث يُشدد الأول على احتمال حدوث الانزياح والتلاعب في غياب هذه المرجعية. بينما يستعرض وليد الحمامي تاريخ المجتمعات التي نجحت في وضع قواعد وأعراف اجتماعية فعالة كمصدر للعدالة والأخلاق. يكمن جوهر الخلاف هنا ليس في القدرة النظرية لوجود مثل هذه المنظومة المستقلة، ولكنه يتعلق بكيفية تحقيق الاستدامة والعدالة داخل تلك المنظومات. يحذر البعض مثل عبد الناصر البصري من حالة عدم الثبات المحتملة وعدم العدالة بسبب افتقارها لمصدر أعلى توجيهي واضح. أما الآخرون فقد يشيرون نحو الأمثلة التاريخية لإظهار جدواها العملية. وتشير الرسائل الأخيرة لاستمرار هذا النقاش التفاعلي والداعم للإبداع الفكري الحربدون خوف من اختلاف الآراء. وهذا يعني أنه رغم اتساع مجال المناقشة، فإن الغاية الأساسية هي تبادل الأفكار البناءة والرؤى المطروحة بكل حرية وتقبل للمختلف الفكرية. وبالتالي، يبدو تركيز الجدل متجه نحو مشكلة التطبيق العملي وليس مجرد وجود نظرية قابلة للتطبيق. لذلك يمكن وصف العنوان النهائي لهذا النقاش بأنه يبحث في مدى قدرة "الأخلاق" على الوقوف بمفردها "خارِجَ دائرة التدين"، أي دون دعم ديني مباشر، وكيف يجب إدارة هذا الوضع لتحقيق نتائج عادلة واستقرار طويل الأجل.