من الذي نال جائزة نوبل بعد رحيله؟ قصة رالف ستاينمان وبدايات العلاج بالخلايا الجذعية

على الرغم من مرور أكثر من نصف قرن منذ إنشاء جائزة نوبل، إلا أنها لا تزال تحمل رمزاً للتقدير العالمي والإنجازات العلمية المذهلة. ومن بين العديد من الحا

على الرغم من مرور أكثر من نصف قرن منذ إنشاء جائزة نوبل، إلا أنها لا تزال تحمل رمزاً للتقدير العالمي والإنجازات العلمية المذهلة. ومن بين العديد من الحائزين على هذه الجائزة المرموقة، يبرز اسم الدكتور الكندي رالف ستاينمان كواحد من الذين حصل عليها بعد رحيله. ولد ستاينمان سنة 1942 في تورونتو بكندا، وكان عالماً بارزاً في علم الأحياء والطب، تحديداً متخصصاً في الجهاز المناعي وكيف يستجيب للجراثيم والأمراض.

في عام 2011، وبعد وفاته بثلاثة أيام فقط، مُنح ستاينمان جائزة نوبل في طب وفسيولوجيا مشتركة مع زملائه البريطاني بروس باور ودولة جول هوفمان. وقد جاء ذلك تقديراً لأبحاثهم الرائدة حول "الاكتشافات الرئيسية بشأن وظيفة الخلية البدائية T". لقد كانوا قادرين على توضيح كيفية عمل هذه الخلايا - المعروفة الآن باسم "الخلايا التائية" - والتي تعتبر جزءاً أساسياً من نظام الدفاع الخاص بنا ضد العدوى. لكن انجازه الأكثر شهرة كان اكتشافه للخلايا الجذعية داخل الجهاز المناعي، وهي الخلايا التي يمكنها التحول إلى أنواع متعددة من خلايا الدم البيضاء، مما يساعد الجسم على محاربة مجموعة واسعة من الأمراض.

كانت حياة ستاينمان قصيرة ولكنها أثمرت بشكل كبير. رغم تشخيص حالته بمرض السرطان في البنكرياس في سن مبكرة نسبياً، فقد سعى لاستخدام فهمه العميق لنظام المناعة الخاصة به لتطوير علاجات جديدة تستخدم الخلايا الجذعية لمحاربة مرضه نفسه. وعلى الرغم من أنه لم ينجو من السرطان في النهاية، إلا أن بحثه فتح الأبواب أمام دراسة مستقبلية هامة حول استخدام الخلايا الجذعية في علاج الأمراض المختلفة بما فيها بعض أشكال السرطان وأمراض القلب وضعف الأعصاب وغيرها الكثير.

كما هو متوقع، هناك العديد من الأفراد الآخرين ممن حصدوا جائزة نوبل حتى بعد leur départ [وفاتهم]. مثل ألبرت آينشتاين، الحائز على جائزة نوبل عام ١٩٢١ بسبب عمله في مجال الفيزياء النظرية خاصة فيما يتعلق بالتأثير الضوئي (تأثير فوتون). أما زوجتا ماريا سكلودسكايا وزوجها بيير سكلودسكي وهنري بيكريل فقد شاركو جميعاً بجائزة نوبل الأولى المشتركة في الفيزياء بينما فازت ماريا مرة أخرى وحيدة بجائزة نوبل الثانية في الكيمياء وذلك لإنتاجها عناصر الراديوم والبولونيوم. ثم جاء سير ألكساندر فليمينج مبتكر المضادات الحيوية بنسبلين والذي أدى ذلك إلي تحسن ملحوظ وكبير جدا يخص الصحة العامة. انضم إليه هرمان مولر وهو أحد العلماء الصاعدين حينذاك لكن ليس بالأكثر شعبية ولكنه تم الاعتراف بخدماته المتميزة عندما حصل علي الجائزة نتيجة لدراساته حول تأثيرات الأشعة المؤينة والنوويه للأجسام الحية. أخيرا وليس آخرًا فرانسيس كريك وجيمس واتسون اللذيْنان توصلا للشكل ثلاثي الأبعاد للحمض الريبي نووي DNA مشتركا بذلك نفس المنصب ذاته لسنة واحد مع مواطنهم موريس ويلكينز . كانت تلك اللحظات ذات معنى خاص إذ مكّنت هؤلاء الرجال من كتابة فصل جديد تمامًا في تاريخ البحث الطبي والعلمي الإنساني جمعاء.


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات