في سياق الدين الإسلامي، يُعتبر البراق أكثر من مجرد وسيلة نقل؛ إنه رمز رحلة روحية عميقة تعكس فكرة التواصل مع القداسة. هذا الجواد الأبيض الفريد يظهر في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة كوسيلة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم خلال الإسراء والمعراج، وهي إحدى الغزوات الروحية التي شهدها النبي قبل وفاته مباشرةً.
وفقاً للتقاليد الإسلامية، يتم وصف البراق بأنه حصان ذو شكل وخصائص خاصة. وفقا لبعض التفسيرات، كان له وجه إنساني وجناحين مثل الطائر، مما يعكس مزيجه بين المملكة الحيوانية والإلهية. هذه الخصائص الخاصة للبراق تعطي دلالة واضحة على طبيعته الخارقة للعادة والملائكية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن قدرة البراق على التحرك بسرعة كبيرة جداً توضح الجانب العملي لهذه الحادثة. فهو لم يكن فقط وسيلة لنقل النبي إلى المسجد الأقصى ثم إلى السماء العليا، ولكنه أيضاً يجسد القدرة الربانية والسماوية على الوصول إلى أماكن بعيدة ومتنوعة بشكل غير متوقع في زمن قصير جدًّا.
بالنسبة للمسلمين اليوم، يعد ذكر البراق جزءًا مهمًا من فهم التاريخ الديني والثقافة الروحية في الإسلام. كما أنه يحمل رسالة حول قوة إيمان الشخص وعلاقته بالله، مستنداً إلى استعداد الله لتقديم طرق فريدة ومذهلة لتحقيق الأهداف المقدسة والرحلات الروحية. وبالتالي، يمكن اعتبار البراق ليس فقط وسيلة سفر ولكن أيضًا تمثيلًا حيًا للقوة الروحية والعلاقة الوثيقة بين المؤمن وخالقه.