تُعد مساهمة العالم المسلم محمد بن موسى الخوارزمي في علم الكيمياء جزءاً مهماً من التاريخ العلمي الإسلامي. يُعتبر الخوارزمي أحد رواد العلوم الطبيعية خلال القرن الثامن الميلادي, وقد ترك بصمة واضحة في المجالات المتعلقة بالمواد الكيميائية وكيفية استخلاصها واستخدامها. يشتهر بشكل خاص بتطويره للتقنيات الألغامية التي لعبت دوراً أساسياً في تحضير المواد المختلفة مثل الزجاج والأصبغة والمواد الطبية.
أحد الإنجازات الرئيسية للخوارزمي هو كتابه "الكتاب الكبير"، والذي يحتوي على وصف تفصيلي لعملية صنع الحديد والنحاس وسبائكهما. كما شرح كيفية تعدين الفضة واستخراج الذهب من الخامات، باستخدام تقنيات فريدة جمع بين التجربة العملية وفهم عميق للمبادئ الفيزيائية والكيميائية. هذا الكتاب كان مرجعا هاما لعقود عديدة بعد تأليفه.
بالإضافة إلى ذلك، قدم الخوارزمي العديد من المؤلفات الأخرى حولsubjects متنوعة تتعلق بالكيمياء والتجارب 실험ية. ومن أهم هذه الأعمال "وصفة التنقيب عن الجواهر"، والتي توفر تعليمات مفصلة لإعداد وتطبيق مركبات مختلفة تستخدم لاستخراج المعادن القيمة. بالإضافة إلى ذلك، قام بدراسة خصائص بعض الأحجار الكريمة كالزمرد والعقيق وأشار إلى استخداماتها العلاجية المحتملة.
في الختام، فإن إسهامات الخوارزمي في ميدان الكيمياء الإسلامية تشكل ركيزة أساسية لفهمنا الحديث لهذه العلوم القديمة. لقد وضع الأساس لمفهوم التجارب المضبوطة والحاجة لتوثيق النتائج بدقة، مما أدى إلى تقدم كبير في فهم طبيعة المركبات وعملية التحويل فيها.