الحب وعشقه مصطلحان متداخان وغالبًا ما يستخدمان كمرادفين بسبب تشابههما الظاهر. لكن، لدى علماء اللغة والأدب والفلسفة تعريفات مميزة لكل منهما تعكس الاختلافات الجوهرية بين الاثنين.
بالعودة إلى جذوره اللغوية، نجد أن "الحب" يتمتع بتنوع كبير في التعريفات، منها: الهوى، العلاقة، الصبوة، والصبابة، المحبة، الشغف، الوجد، المقة، السوداء، والعشق نفسه. ولكن رغم هذه التعددية في الاستخدام، فإن جوهر الحب يكمن في الصفاء والنبل. العرب القدماء كانوا يقارنون صفاء الأسنان بنقاء الحب، بينما يشير البعض الآخر إلى أنه مصدره العناصر الطبيعية كالماء والتي تتضمن "الحباب"، وهو الرغوة التي ترتفع فوق سطح المياه أثناء الأمطار الغزيرة. هذا التشبيه يعبر عن ثورة وجدان الشخص عندما يلتقي محبوبه.
أما بالنسبة للعشق، فهو مستوى أعلى بكثير من الحب حسب العديد من المؤلفين. ويشير إليه ابن النديم بأنّه "الإفراط في الحب". إنه ليس مجرد شعور بالميل أو الاعجاب - بل هو اندفاع غير قابل للرقابة نحو شخص آخر. وقد وصفته إحدى التعريفات بأنه مرض نفسي ووسواس يجبره صاحبته على التفكير المستمر بشخص واحد بشكل مستمر حتى يصل الأمر لعقدة نفسية مؤلمة. وفقاً لأفلاطون وأرسطو، العشق نوع من انعدام الشعور بالحقيقة حول جماليات البشر وكيف أنها قابلة للتغيير والتطور باستمرار.
بالإضافة لهذه التعريفات النظرية العامة للألفاظ اللغوية المختلفة للحب والعشق، هناك تصنيفات عملية تبسط فهم هذه المفاهيم العاطفية المعقدة:
- الحب العاطفي: يعرف أيضا بحب الرومانسية وهو يهدف للاستقرار والتكاثر.
- حب الصداقة: بناء على حسن النية المشتركة والاحترام المتبادل.
- الحب العائلي: مثل ارتباط الأم بولديها المبنى على أساس الألفة والتبعية.
هذه الأنواع الثلاث توضح مدى تنوع العلاقات الإنسانية وتعميق فهمنا لها باستخدام المصطلحات المناسبة لكل منها.