انطلقت شرارة الحرب العالمية الثانية بعد فترة من التوترات المتصاعدة والعلاقات الدولية المضطربة التي تعود إلى نهاية الثلاثينيات من القرن العشرين. هذه الفترة شهدت سلسلة من الأحداث والحركات السياسية التي أدت بشكل متزايد إلى عسكرة أوروبا وانهيار النظام الدولي القائم آنذاك.

أولاً، كانت هناك الصراعات الإقليمية مثل الغزو الألماني لألمانيا والنمسا عام 1938 (Anschlus) وما يتبع ذلك من غزو تشيكوسلوفاكيا في مارس 1939 (Munich Agreement). هذا الأخير يعتبر نقطة تحول رئيسية لأنها كشفت فشل سياسة الرضوخ التي اتبعتها بريطانيا وفرنسا تجاه ألمانيا النازية تحت قيادة أدولف هتلر.

بالإضافة إلى ذلك، لعبت السياسة الاقتصادية دورًا حاسمًا. أزمة الكساد الكبير في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي جعلت العديد من الدول تقبل سياسات توسعية وغير مستدامة لإعادة بناء اقتصاداتها، مما زاد من حالة عدم الاستقرار العالمي.

ثم جاءت اتفاقية مولوتوف ريبنتروب بين الاتحاد السوفيتي وألمانيا في أغسطس 1939 والتي سمحت لهتلر بتوجيه تركيز قواته نحو بولندا، البلد الآخر الذي لم يكن ضمن "حلف السلام"، وهو ما حدث بالفعل في سبتمبر من نفس العام، مما دفع كل من فرنسا وبريطانيا لإعلان الحرب على ألمانيا.

هذه الأحداث - بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل الرغبة في الهيمنة والتوسع الاستعماري - أسفرت عن بداية واحدة من أكثر الحروب دموية وتدميرا في التاريخ البشري.