كيف فارق بشار بن برد الحياة: دراسة معمقة لسيرة حياته ووفاته

بُشر بنبرد، الشاعر العربي الكبير المعروف باسم "شيخ شعراء البلاغة"، عاش حياة مليئة بالأحداث والتجارب التي شكلت مسيرته الشعرية والثقافية الواسعة. رغم مو

بُشر بنبرد، الشاعر العربي الكبير المعروف باسم "شيخ شعراء البلاغة"، عاش حياة مليئة بالأحداث والتجارب التي شكلت مسيرته الشعرية والثقافية الواسعة. رغم موهبته الأدبية الاستثنائية، لم يكن مصيره خاليًا من التحديات والصراعات الشخصية والأسرية. توفي بشار خلال فترة العباسيين الأولى، وأسباب وفاته متعددة، مما يجعل قصته أكثر تعقيداً وجاذبية للمعرفة التاريخية والشعر العربية الفصحى.

ولد بشار بن برد حوالي عام 758 ميلادي في قرية تسمى "الزينة" بالقرب من حران في سوريا الحديثة اليوم. كان أبوه قاضياً فارسياً أميراً يدعى صالح بن وردان، بينما كانت أمه سيدة شريفة تدعى فاطمة بنت يزيد الأزدية. هذه الخلفية المتنوعة أثرت بشكل كبير في شخصيته وتوجهاته الثقافية لاحقاً.

بدأ مشواره التعليمي مبكراً تحت إشراف أبيه والقاضي إبراهيم النخعي الشهير حينذاك. استقطبت عبقرية بشار انتباه العديد ممن كانوا حولَه مثل علي بن الجهم والخليل بن أحمد الفراهيدي وغيرهما الكثيرين الذين رأوا فيه ضوءً مستقبلاً للشعر والبلاغة العربية.

على الرغم من مكانته الرفيعة بين الشعراء آنذاك, إلا أنه واجه العديد من المشاكل بسبب خلافاته مع بعض الشخصيات المؤثرة مثل عبد الرحمن الداخل مؤسس دولة بني أمية الثانية بمصر والمغرب حالياً؛ إذ اتهم الأخير بأنه مدين له بعدم تقدير جهده لدعم الدولة الأموية الجديدة مقابل عدم دفع أجره كاملاً مما أدى لتوترات معروفة تاريخياً تشمل اعتقالات وسجن لفترة طويلة وصل إلى ست سنين تقريباً!

بعد مغادرته للسجون وبعد سنوات قليلة فقط من حرِّيته، قضى نحبه وهو يحاول هروب مكتظ بالناس ليلحق بركبٍ غادر قبل فوات الآوان حسب مصادر عديدة ومن ضمنها كتاب "الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني الذي ذكر وفاة بشار أثناء هذا الحادث المفاجئ والفجعي للعالم الثقافي والعربي عامةً. ربما تكون نهايته قد جاءت نتيجة لقمع السلطة السياسية لمناهضي النظام السياسي ولكن بالتأكيد فإن تأثير حكمته وشعر بريقه سيستمر عبر الزمن حتى يومنا الحالي.


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات