ولد موهانداس غاندي، والمعروف اختصاراً بموهنداس كارامشاند غاندي، في الثالث والعشرين من أكتوبر عام ١٨٦٩ في قرية بوربندار في غرب الهند. كان أبوه عضو مجلس محلي وأمه متعبدة دينية ملتزمة. رغم أنه تزوج وهو ابن الـ١٣ سنة وفق تقليد العائلات الهندية التقليدي، سافر غاندي لاحقاً إلى لندن حيث درس القانون. لكن تجاربه في جنوب أفريقيا خلال فترة عمله هناك كمستشار قانوني للأعمال التجارية أعطته رؤى جديدة حول التعصب العنصري والاستعمار الأوروبي.
في تلك الحقبة، أصبح غاندي رمزاً للنضال غير العنيف أو "الساتياغراها". هذه الطريقة السياسية المستوحاة من الممارسة الهندوسية للدفاع عن النفس بالإعتراض السلمي، أثبتت فعاليتها عندما قاد حملات مقاومة جماهيرية ضد السياسات الحكومية الظالمة في كل من الهند وجنوب إفريقيا. بعض أهم انجازاته تضمنت دعم المجتمع الهندي المتواجد خارج البلاد لإعادة بناء ثقتهم بأنفسهم وحماية حقوقهم الإنسانية الأساسية، بالإضافة إلى جهوده التي أدت إلى تحسين ظروف العمالة الهندية في جنوب افريقيا، وإصلاح قوانين الهجرة والحصول على حق التصويت للمواطنين الهنود الذين كانوا يمنعون سابقاً من المشاركة في العملية الديمقراطية.
أصبح اسم "المهاتما"، والذي يعني "العظيم"، مصطلح حقيقي بعد اغتياله حيث ترك بصمة دائمة ليس فقط داخل حدود بلده ولكن أيضًا عبر العالم. لقد كان رسالة سلام وثورة ضد العنف، حتى وإن قد تبدو بعض قراراته مثيرة للجدل بالنسبة لأجزاء معينة من الجمهور العالمي. ومع ذلك، فإن إرث غاندي -من اللاعنف والنظام الاجتماعي الحر والعدالة الاجتماعية- مستمر حتى يومنا هذا ويستلهم ملايين الناس حول العالم لاستخدام الوسائل ذات الأصل الأفريقي سعياً لتحقيق تغيير اجتماعي واقتصادي كبير دون استخدام العنف.
وفاتها جاء في الثالث الثاني من يناير عام ١٩٤٨ حين تعرض لإطلاق نار أثناء صلاة الصباح بواسطة رجل يدعى ناثورم جوثاكي، أحد الإنكليز المتحمسين للحفاظ على النظام الطبقي التقليدي. وعلى الرغم من وفاته المبكرة نسبياً، فقد نجح غاندي في تحقيق هدفه النهائي بإخراج بريطانيا من الهند ومساعدة شعبه على تحقيق الاستقلال بعد قرن واحد تقريبًا منذ آخر مرة رأى فيها البحر المفتوح.