كان بيير سيمون لابلاس أحد أهم الشخصيات في تاريخ العلوم الحديثة، خاصة في مجالات الفيزياء الرياضية وعلم الفلك والرياضيات. ولد هذا العبقري الفرنسي بتاريخ 23 مارس عام 1749 في بومونت أون أوجيه. بعد حصوله على تعليمه الجامعي، بدأ لابلاس حياته العملية بالتدريس في الكلية العسكرية بباريس، قبل انتقاله لأكاديمية باريس كمدرس رياضيات.

على الرغم من تخصصه الرئيسي في الرياضيات، كان لابلاس مهتماً بشدة بربط مفاهيمه الرياضية بالأشياء الطبيعية مثل الظواهر الفلكية. وهذا ما قادته لتطوير "النظام الميكاني للسماء"، وهو عبارة عن مجموعة من الآليات التي تستطيع التنبؤ بحركات النجوم والكواكب بناءً على قوانين الجاذبية والقوة الدفعية للأجسام.

أحد الأعمال الأكثر تأثيرًا للابلاس هو كتابه الكبير "خرائطة السماء" والذي نشر أول طبعاته سنة 1799 واستمر لمدة ثلاثة عشر عاما لإكماله. تناول الكتاب فيه بالتفصيل الحسابات الفلكية والدراسات المتعلقة بسلوك النظام الشمسي والمجرة الحلزونية درب التبانة. كما مهد الطريق لفهم شامل لكيفية تصرف الثقب الأسود والسدم galactics.

إضافة لذلك، قدم لابلاس مساهمات هائلة في مجال الاحتمالات. وعلى وجه الخصوص، طور فيما يعرف الآن باسم "قانون لابلاس للاحتماالات". ينص هذا القانون بأن نسبة الحدث الذي يحتمل حدوثه مرة أخرى هي نفس نسبته عند تكرار التجربة نفسها عدة مرات. وقد استند فيها أيضاً إلى أعمال عالم الرياضيات الألماني غوتفريد ليبنيتز الذي سبقه بكثير. لكن رغم ذلك، فإن نهجه الخاص جعل له مكان خاص بين رواد النظرية الاحتمالية.

رغم اعتراض بعض الخبراء آنذاك على استخدام المثال الشهير لشروق الشمس يومياً كنقطة دعم لناظريه الجديدة حول الاحتمالات, إلا أنها لم تقوض من القبول الواسع لقوانينه وتطبيقاتها المختلفة داخل المجتمع العلمي ومع مرور الوقت عبر مختلف البحوث العلمية.

توفي بيير سيمون لابلاس متأثرًا بمقدمه مضاعفات مرض السل في الثالث من شهر مارس لسنة 1827 تاركا خلفه تراث علمي ضخم أشاد به الجميع لما تركهه من بصمة واضحة ليس فقط في مجال الرياضيات بل أيضًا في كلتا حقول الفيزياء وعلم الفلك مما جعلة واحد من أشهر علماء فرنسا على مر التاريخ .