الغَيرَة: ماهيتها وأنواعها وأثرها في العلاقات الإنسانية

تعد الغيرة شعورا طبيعيا لدى البشر، تنبع من اهتمام الشخص بشريك حياته وتعاطفه معه. لكن هل هناك فرق بين الغيرة الصحية والغيرية المضرة؟ دعونا نستعرض تعريف

تعد الغيرة شعورا طبيعيا لدى البشر، تنبع من اهتمام الشخص بشريك حياته وتعاطفه معه. لكن هل هناك فرق بين الغيرة الصحية والغيرية المضرة؟ دعونا نستعرض تعريف الغيرة وأشكالها المختلفة لتوضيح الأمر بشكل أفضل.

الغيرة تشير إلى تلك الحالة الشعورية المعقدة التي تولد أحاسيس مختلفة مثل الحسد والحماية والحماية النفسية. وهي عبارة عن مزيج من المشاعر القوية والمثيرة والتي يمكن أن يؤدي نشاطها الطبيعي إلى تصرفات حيوية لحفظ العلاقة واحترام الذات. وبالتالي فإن الغيرة ليست بالضرورة أمراً سيئاً دائماً، فقد تكون محفزة لإصلاح الأمور وضمان استمرارية الروابط الاجتماعية والعائلية.

يمكن تقسيم الغيرة إلى نوعين أساسيين: الأولى "محمود"، والثاني "ممقوت". تُعتبر الغيرة الحميدة وسيلة إيجابية للحفاظ على الشرف والكرامة وردع الضرر المتصور تجاه المقربين. إنها دليل صادق على صدق الحب والإخلاص، كما تجلى ذلك في قصة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عندما دافع الصحابي عمرو بن أمية الديلي عن عرض امرأة مسلمة تعرضت للدهس أثناء التسوق ضد أحد اليهود الذين كانوا يتجولون حول النساء خلال فترة الوحي المبكر للإسلام. ولكن عند تفاقم مستويات هذه الغيرة وتحولها لشكل مرضي يعيق حرية الأفراد ويجرّم الاختلاف في الراي، هنا تكمن الخطورة! فعندما يتم استخدام التعصب والاستبداد لفرض مراقبة شديدة وغير ضرورية على الشريك الاجتماعي مما يقيد حركة الفرد وينتقص حقوقه الشخصية، يدخل مجال الغيرة Pathology ويحتاج للتوجيه النفسي المهني لاستعادة توازن الصحة النفسية للعلاقات الإنسانية. لذلك يعد فهم طبيعة ودلالات الظاهرة مفتاح إدارة فعال لمسارات العلاقات اليومية بكل جوانبها الإيجابية والسلبية بما يحقق مصالح الجميع بطرق بناءة ومعنوية صادقة.


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات