يمثل التاريخ الثقافي للجزائر تركيبة فريدة ومتنوعة تعكس ثراء وتعدد ثقافاتها. هذه البلاد الواقعة بشمال أفريقيا تتميز بتجربتها الغنية التي تشكلت نتيجة للتداخل بين العناصر البربرية والعربية والإسلامية والأوروبية. تاريخها يعود إلى عصور ما قبل التاريخ، حيث كانت موطنًا للإنسان منذ ملايين السنين، وقد شهد هذا الموقع الجغرافي الحيوي العديد من الحضارات القديمة مثل نوميديا وموريتانيا القيصرية.
مع بداية الفتح الإسلامي عام 647 ميلادياً، بدأت الجزائر تأخذ طابعاً جديداً، فدخلت تحت الحكم الأموي ثم الأغلبيين بعد ذلك. خلال القرن الحادي عشر الميلادي، أصبحوا جزءاً من الدولة الفاطمية، والتي أسهمت بشكل كبير في نشر الدين الإسلامي والثقافة العربية في المنطقة. وفي القرن الثالث عشر، وقعت تحت حكم بني زيري وبني هلال الذين قدموا الكثير للمدينة المنورة الجديدة "الجزائر العاصمة".
ثم جاء عصر الاستعمار الأوروبي - خاصة الفرنسي - والذي أدى لتغيير جذري في المشهد الاجتماعي والثقافي للبلاد. لكن رغم كل الصعاب، فقد حافظ الشعب الجزائري على تراثه الثقافي الغني والحفاظ عليه. اليوم، يمكن رؤية هذه الهوية المتعددة الطبقات في الفنون والحرف اليدوية والمطبخ المحلي واللغة والنظام القانوني التقليدي المعروف باسم "الدين الشرقي"، بالإضافة إلى الموسيقى والرقص الشعبي المرتبط بالتقاليد البدوية.
إجمالاً، يعد التراث الثقافي الجزائري قصة ملحمية متشابكة لنزاعات وحروب وفتوحات وازدهار حضاري؛ إنها شهادة حية لأمة قديمة تربط الماضي بالحاضر باعتزاز وفخر وثقة بالنفس.