- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري

ملخص النقاش:
تنطلق المناقشة حول سؤال رئيسي يدور حول مدى ارتباط القدرة البشرية بالإمكانيات الواقعية. يقدم كل من ضحى المراكشي وفتحي بن العيد أدوات مختلفة لدعم وجهتي نظر متكاملتين. يشرح ضحى المراكشي، بحسب نهج فلسفي وأخلاقي وعلمي، بأن العديد من الأشياء التي نتخيلها ليست ضروريًا قابلة للتطبيق بسبب قيود القانون الفيزيائي والقيمة الأخلاقية. إلا أنه يؤكد أيضًا على مرونة مفهوم "الممكن". يقول أنها تعتمد على مجموعة متنوعة من السياقات بما في ذلك العلم، المجتمع، الأخلاق وغيرها. حتى وإن كانت فكرة ما غير ممكنة اليوم، فقد تصبح كذلك في المستقبل من خلال التقدم التكنولوجي. وبالتالي، يمكن اعتبار الجزء الكبير مما يمكن التفكير فيه كممكن بشرط توفر الظروف المناسبة. يتبع فتحي بن العيد نفس المنطق الذي طرحه ضحى المراكشي ولكنه يوسعه بمزيد من التحليل. يشير إلى أن وجود حد للقدرات الإنسانية مقيدة بالقواعد الطبيعية والمبادئ الأخلاقية أمر مؤكد. ومع ذلك، فإن توسيع إطار هذه الإمكانات عبر الوقت يعيد تحديد مصطلح "الممكن" باستمرار. ويبرز هذا الجدل حول مدى مطابقة الخيال للإجراء العملي، داعيًا إلى النظر نحو المستقبل بأمل والنظر إلى الماضي بقليل من الشك البنّاء. ومن هنا， يمكن الاستنتاج أن التفاعل بين الإمكان والتفكير ليس ثابتًا ولكنه ديناميكي ويتغير مع مرور الزمن والتقدم الثقافي والعلمي.