كان العالم المسلم البارز أبو علي الحسن بن الهيثم، المعروف بابن الهيثم، رائداً في تطوير وتطبيق أساليب دقيقة للبحث العلمي خلال العصر الذهبي للإسلام. يُعتبر ابن الهيثم أحد مؤسسي علم المنطق التجريبي الحديث وفلسفة البحث العلمي، وقد ترك إرثًا ثرى في هذا المجال.
تتمثل طريقة ابن الهيثم للبحث العلمي أساساً في الاعتماد الشديد على التجربة والإثبات العملي. يؤكد كتاباته أنه كان يولي أهمية كبيرة للنظام والتخطيط الدقيق قبل إجراء التجارب. لم يكن يعمل بناءً على الفرضيات فقط؛ بل سعى لتأكيد نظرياته عبر مجموعة متنوعة ومتنوعة من الاختبارات التي كانت تشمل عادة أكثر من سيناريو واحد للتأكد من دقة النتائج.
بالإضافة إلى ذلك، طور ابن الهيثم منهجه الخاص للتحليل والاستنتاج. يشجع عمله علماء اليوم على استخدام التحليل الرياضي والنظرية الوصفية جنباً إلى جنب مع النظريات الخاضعة للاختبار التجريبي لتحقيق فهم شامل للموضوعات المختلفة. وكان حذرًا جدًا فيما يتعلق بتفسير البيانات، مشددًا على ضرورة النظر بكل حرص في جميع الجوانب المتعلقة بالنتائج المحتملة لتجنب الاستنتاجات غير المدعومة.
كما سلط الضوء على أهمية مشاركة نتائج الأبحاث بشكل شفاف ومفتوح بين المجتمع الأكاديمي ككل. وهذا يعكس تقديره القوي لقيمة العمل المشترك والمناقشة الحرّة داخل مجتمع البحث العلمي مما يفسر سبب استمرار تأثير أفكار ابن الهيثم حتى يومنا الحالي حول العالم. إن آراء ابن الهيثم ودراساته قد وضعت الأساس لأساليب البحث الحديثة ولذلك فهي تستحق الاحترام والدراسة الواسعة لكل المهتمين بمجالات العلوم الطبيعية والفلسفية.