الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
تعتبر فترة حكم الخلفاء الراشدين من أهم الفترات في تاريخ الإسلام، حيث امتدت من وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في السنة الحادية عشرة للهجرة إلى نهاية خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه في السنة الأربعين للهجرة. وقد اتفق المؤرخون على أن الخلفاء الراشدين هم أربعة: أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.
أبو بكر الصديق رضي الله عنه تولى الخلافة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في السنة الحادية عشرة للهجرة، واستمر في الحكم لمدة سنتين وثلاثة أشهر وعشرة أيام. خلال هذه الفترة، قام بتوحيد الدولة الإسلامية بعد الفتنة التي أعقبت وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وأرسى قواعد الحكم الإسلامي.
عمر بن الخطاب رضي الله عنه تولى الخلافة بعد أبي بكر الصديق في السنة الثالث عشرة للهجرة، واستمر في الحكم لمدة عشر سنوات وستة أشهر وثمانية أيام. خلال فترة حكمه، توسعت الدولة الإسلامية بشكل كبير، ووضع قواعد مهمة في إدارة الدولة والشؤون المالية.
عثمان بن عفان رضي الله عنه تولى الخلافة بعد عمر بن الخطاب في السنة الخامسة والعشرين للهجرة، واستمر في الحكم لمدة إحدى عشرة سنة وأحد عشر شهرا وتسعة أيام. خلال فترة حكمه، قام بتوسيع الدولة الإسلامية أكثر، ووضع أسس الإدارة المركزية للدولة.
علي بن أبي طالب رضي الله عنه تولى الخلافة بعد عثمان بن عفان في السنة ثلاثين للهجرة، واستمر في الحكم لمدة أربع سنوات وتسعة أشهر وسبعة أيام. خلال فترة حكمه، واجه علي العديد من التحديات الداخلية والخارجية، بما في ذلك الفتنة الكبرى التي أدت إلى مقتله في السنة الأربعين للهجرة.
وبذلك، فإن مجموع فترات حكم الخلفاء الراشدين الأربعة هو ثلاثون سنة كاملة، كما ورد في الحديث الصحيح الذي رواه أبو داود والترمذي وأحمد، وصححه الألباني: "خلافة النبوة ثلاثون سنة". وهذا يدل على أن خلافة الخلفاء الراشدين كانت خلافة نبوة أو خلافة راشدة، كما ذكر ابن كثير وابن حجر الهيتمي وغيرهما من العلماء.