في رحاب اللغة العربية الغنية بتنوع أحرفها الجميلة, يأخذ حرفا "الضاد" و"الظاء" مكانًا خاصًا بين زملائهما الآخرين بسبب اختلاف الطريقة الصوتية والنغمية لإنتاج كل منهما عند النطق. هاتان الحرفتان تشكلان تحديًا خاصًا للقراء والكتاب الذين يسعى لتحسين مهاراتهم اللغوية.
خارطة مخرج الحرفين
* حرف الضاد: يعتبر هذا الحرف فريداً بالنسبة للغة العربية، فهو مميزاتها. مصدره من أحد جانبي اللسان بالقرب من قاعدة الأسنان العليا، وهو ما يعرف بمخرج الحرف. ليس فقط صعوبة النطق هي ما يجعل حرف الضاد بارزا، ولكن أيضا دوره التاريخي في تمييز اللغة العربية عن غيرها. العديد من اللغات الأخرى حول العالم تحولت فيها الضاد إلى أصوات مختلفة مثل السين في الأكادية، والغين في السريانية والعين في الآرامية وغيرها.
صفات حرف الضاد تتضمن الجهر -أي أنه مدو ولا يصمت أثناء التنفس-, رخاوته نسبيًا بالمقارنة مع الأصوات الأخرى، ارتفاع موضعه نسبياً، الإتحادات والإطباق والإصمات والتي تتمثل بأن يتم قطع النفس تماما عند إنتاج الصوت مما يؤدي لصوت مرتفع ومستمر.
إن نبرة واحساس "الضاد" يمكن التعرف عليه بوضوح عندما نقرأ سورة الكهف مثلا حيث تجتمع عدة مقاطع بهذا الحرف بصوت قاطع ومنقطع وفي نفس الوقت واضح وصافي.
* حرف الظاء: يشترك حرف الظاء مع الضاد في بعض خصائصه بما فيها الجهر والرخاوة والإرتفاع والملامسة لكن بدون خاصية 'الإستطالة'. موقع مخرجه مشابه لحرف الضاد ولكنه مختلف قليلا؛ إذ إن منبعه من أعلى الجزء الأخير من اللسان وليس الجانبين. تبدو آثار خطأ نطق الظاء واضحة جدا خاصة حين نتحدث عن المصطلحات ذات الوزن الثقيل والمعاني المتعددة كالكلمة الشهيرة "ظليم" والتي تفسر بـ'العواء' بينما لو قلنا بدلا منها "ضليم" فإنها ستكتسي دلالات جديدة تماما وهي هنا تقارب معنى 'النوم الثقيل'.
أهمية الدقة في النطق
نصائح مختصة تدعو دائماً لتجنب الوقوع تحت تأثير الشائع والمألوف لدى العامة ممن لديهم ميل لنطق هذين الحرفين بنفس الطريقة وكثير منهم يفكر بالحذف عوضا عن التصحيح نظرا لصعوبتها الواضحة! لذلك فالالتزام بالنظر الى نماذج محترفين ومتخصصيين يعد مفتاح نجاح الخطوة الأولى نحو ترسيخ تلك المفاهيم اللغوية الصحيحة داخل عقلك وعند تطبيقك المستقبلي للتواصل عبر الوسائل المختلفة سواء المكتوبة أو المنطوقة أمام جمهورك المستهدف مباشرة وسيكون بلا شك ذا مردود ايجابي عميق التأثر لكم.
هذه المحاولة المبذولة لإعادة هيكلة ونشر النص القديم تستهدف الوصول لأفضل شكل ممكن يحافظ علي الموضوع الرئيسي ويتوسع بفكرة تقديم شرح موجز لكل جانب مرتبط بهاتين الحرفتين بالإضافة لمساهماتهما الخاصة ضمن مجالات استخداماتهما اليومية كذلك .