تتمتع فرنسا بتاريخ عريق ومتنوع يعكس تأثيرات ثقافية ودينية وحروب عدة شهدتها البلاد طوال قرون عديدة. باعتبارها واحدة من أكثر الدول تاريخياً في غرب أوروبا، تحتفظ فرنسا بتراث غني يمتد إلى فترة العصر الحديدي وعصر العصور الوسطى. ولعل أهم المحطات التي شكلت وجه فرنسا الحديث هي انتشار المسيحية خلال القرن الثاني ميلادي والتي غيرت خارطة المنطقة دينياً وثقافياً.
مع مرور الوقت، تعرضت فرنسا لسلسلة من النزاعات الخارجية، خاصةً مع إنجلترا، والتي امتدت لحقب زمنية طويلة عرفها المؤرخون باسم "الحروب المئة". أسفرت تلك الفترات المضطربة عن مآلات متنوعة بما في ذلك وفاة الملك لويس السادس عشر والإعلان عن الجمهورية الفرنسية عقب ثورة عظيمة اندلعت بسبب الفقر والاستياء الشعبي عام ١٧٨٩م .
كانت حقبة حكم نابليون بونابرت مليئة بالنزعات التوسعية نحو البلدان المجاورة، رغم أنها انتهت بخيبة أمل كبيرة حين انهزم جيشه الشهير أمام قوات التحالف الأوروبي في معركة واترلو سنة ١٨١٥م. لاحقاً، تسبب رفض قبول الهزيمة مرة أخرى بإشعال نيران الحرب العالمية الثانية عندما شن هتلر حملاته العدوانية ضد بولندا وبقية الدول الأوروبية - وكان ضمن مخططاته احتلال فرنسا نفسها-. وعلى الرغم من المكاسب الأولية لألمانيا النازية، فقد نجحت جهود مقاومة شرسة قادها الشعب الفرنسي لدعم خطوط الدفاع المشتركة للقوات المتحاربة الأخرى مثل بريطانيا وروسيا الاتحادية آنذاك.
وفي نهاية المطاف، سمحت المعاهدتان المعروفتان باسم "Versailles" لهزيمة ألمانيا بإنهاء الحرب وتأمين مكاسب وطنية مهمة تضمنت عودة مناطق Alsace Lorraine للأرض الأم. ومع كل هذا، ظل التأثير السياسي للدولة الفرنسية محسوساً حول العالم حتى يومنا الحالي وهو ما يجسد قوة ومكانة بلد معروف عالميًا بطابعه الثقافي والفكري الخاص.