كان الفتح الإسلامي لتونس حدثاً بارزاً في التاريخ العربي والإسلامي، والذي يُعرف أيضاً باسم "فتح الأندلس"، تأتي أهميته من دوره الكبير في توسيع رقعة الدولة الإسلامية خلال العصور الوسطى. قاد هذا الحدث البارز البطل المسلم الشهير أسد الدين أيوب بن شاذي، أحد أقوى القادة في زمانه والذي برهن على شجاعته وحنكته السياسية والعسكرية.

بدأت قصة الفتح عندما استولى الصليبيون على مدينة صقلية عام 1060 ميلادياً، مما جعلها نقطة انطلاق لهم نحو الغرب الأفريقي ومن ثم إلى شمال أفريقيا بما فيها تونس. كانت هذه الخطوة تهديداً مباشراً للأراضي الإسلامية حول البحر المتوسط، خاصةً وأن تونس كانت تتمتع بموقع إستراتيجي هام يقع بين المغرب ومصر. لذلك، تم تكليف أسد الدين أيوب، المعروف بشخصيته القوية وقدرته العسكرية الفائقة، بإعادة توحيد شمال أفريقيا وتحقيق النصر ضد الغزو الصليبي.

بعد جمع قواته وتشكيل تحالف مع العديد من القبائل المحلية مثل زناتة وبني هلال، بدأ أسد الدين أيوب حملته العسكرية ضد القوات البيزنطية والصليبية التي كانت تسعى لاحتلال البلاد. بدأت أولى الحملات الجهادية في عام 1148 ميلادي وواصلت حتى تحقيق الانتصار النهائي بعد سلسلة طويلة من المعارك العنيفة والحاسمة.

استمرت فترة حكم أسد الدين أيوب القصيرة ولكن المؤثرة في تونس لمدة سبعة سنوات تقريبًا (1159-1167 م). خلال تلك الفترة، عمل على تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة عبر سياساته الحازمة والدبلوماسية الناجحة. كما حرص أيضًا على تطوير الاقتصاد والتجارة وزراعة الأرض، مما عزز وضع تونس كمركز تجاري واقتصادي رئيسي في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، دعم نشر الثقافة والفكر الإسلاميين داخل المجتمع التونسي آنذاك.

وفي نهاية المطاف، ترك أسد الدين أيوب بصمة دائمة ليس فقط بتوسيع حدود الدولة الإسلامية ولكنه أيضا قدم مساهمة كبيرة في تشكيل تاريخ وثقافة الشعب التونسي اليوم. لذا فإن الحديث عن "فاتح تونس" يعني الحديث عن أسد الدين أيوب، رمز القوة والمجد الإسلامي الذي لم يتلاشى تأثيره عبر الزمن.