تتمتع الجزائر بتاريخ غني ومتنوع يمتد لآلاف السنين، يجسد مزيجاً فريداً من التأثيرات الثقافية والحضارية المختلفة التي أثرت عليها عبر العصور. بدءاً من حضارات ما قبل التاريخ وصولاً إلى النضال الوطني الحديث، تعدّ الجزائر نموذجاً حيّاً لتلاقي الشعوب والأديان والثقافات.
في عهد البربر القدماء، كانت الجزائر مهداً لحضارات متقدمة مثل نوميديا وموريتانيا القيصرية، والتي تركت آثارها الأثرية شاهدةً على ازدهار تلك الحقبة الذهبية. مع الفتح الإسلامي للجزائر عام 48 هـ/667 م، دخلت البلاد مرحلة جديدة مليئة بالإنجازات الدينية والفكرية والعلمية تحت حكم الدولة الأموية والدولة الرستمية والقرمطيين.
وفي القرن الخامس عشر الميلادي، شهدت الجزائر فترة استعمارية فرنسية دامت قرابة قرنَين ونصف قرن، مما شكل تحدياً كبيراً للشعب الجزائري، وقد تجلى ذلك واضحاً في مقاومته الشرسة للاستدمار الفرنسي بقيادة شخصيات وطنية بارزة كالزعيم عبد القادر الجزائري وسيد أحمد بن بلقاسم وغيرهما ممن ساهموا بشكل كبير في نيل الاستقلال سنة 1962 بعد حرب طويلة ومعاناة شديدة.
اليوم، تستمد الجزائر عزيمتها وتاريخها المجيد لنبذ جهود النهضة والتقدم نحو مستقبل أكثر إشراقا واستقرارا، وهي تتبوأ مكانة هامة بين دول المغرب العربي باعتبارها واحة للعروبة والإسلام وغنية بالتراث والفنون والآثار القديمة المتنوعة منها قلعة بني حماد وجامع كيUTC ووادي مزي ومنطقة تيارت الغنية بمواقعها الأثرية العديدة الأخرى التي تشهد على العمق التاريخي لهذه المنطقة الخلابة.