علم التشريح، وهو فرع أساسي من العلوم الطبية، يعتبر أساسا لكل الدراسات الأخرى المتعلقة بالجسم الإنساني. يُعرّف هذا العلم بأنه الدراسة المنظمة والمفصلة للتركيب الفيزيائي للجسم البشري، بما في ذلك الأنسجة والأعضاء والأجهزة المختلفة التي تشكل الوحدة الحيوية للإنسان.
يتضمن علم التشريح تحليل التركيبة الداخلية والخارجية للجسم، مع التركيز على كيفية عمل كل جزء وكيف تتفاعل هذه الأجزاء لتشكيل نظام بيولوجي متكامل. يتم تقسيم علم التشريح عادة إلى عدة فروع رئيسية مثل التشريح العام، والذي ينظر في الهيكل الأساسي لكافة الحيوانات، والتشريح الخاص، الذي يركز بشكل خاص على بنية الإنسان وأجهزته الفردية.
في التشريح الخاص بالإنسان، هناك ثلاثة مستويات رئيسية للدراسة: المستوى الجزيئي، الذي يشمل فهم العمليات البيوكيميائية؛ المستوى الخلوي، حيث يتم دراسة خلايا الجسم وإنواعها المختلفة؛ وأخيرا، مستوى النسيج والعضو، هنا يتم التأمل في تركيب وتنظيم الأعضاء الرئيسية كالقلب والكبد والدماغ وغيرها.
بالإضافة إلى ذلك، يلعب علم التشريح دوراً حاسماً في الطب وطب الأسنان والصيدلة، فهو يساعد المختصين في تحديد الأمراض ومعالجتها بدقة بناءً على فهم عميق لبنية الجسم الطبيعية والشاذة. بالتالي، يمكن القول بأن علم التشريح ليس مجرد مجموعة من الحقائق حول جسم الإنسان، ولكنه مفتاح لفهم الصحة والعافية البشرية الأعمق.