في رحاب فضاء مليء بالأسرار، تبرز الشمس كعملاق منيع يخطف الأنظار بإشراقها اللافت. إنها قلب نظامنا الشمسي، مصدر الضوء والحرارة الذي يسمح للحياة بأن تزدهر على المشتري الثمين -الأرض-. إن محاولة فهم حدود شموسنا الشاسعة ليست مجرد مسعى علمي؛ هي رحلة عبر الزمان والمكان نحو اكتشاف العظمة الكونية.
وفقاً لأحدث الاكتشافات العلمية, يصل قطر الشمس إلى حوالي 1.392.688 كيلومتراً, مما يعطي شعوراً واضحاً بمقياس العمق الجبار لهذه الظاهرة الطبيعية الهائلة. وهذا الرقم يعني أنه تقريباً بنفس القدر مثل 109 ضعف قياس قطر كوكبنا الأم، الأرض. تخيل ذلك! لو وضعت كرة أرضية داخل شمسنا، ستبدو صغيرة وكأنها نقطة وسط البحر الواسع للنجومة.
هذه الملكة الفلكية غير فقط تضفي الحياة لكوكبنا الخاص بها، لكن أيضًا لديها تأثير كبير على حركة أجسام أخرى عديدة ضمن النظام الشمسي. جاذبيتها الهائلة تكفي لطرد كافة الأقمار والصخور والأجسام الطائرة الأخرى ضمن المدار المستقر. بدون الشمس لن يكن هناك حياة كما نعرفها اليوم هنا على الأرض - فالدرجة الحراريّة المثالية لاحتضان الخلايا الحيويّة تعتبر جزءاً أساسياً من شبكة التعايش بين الكواكب المختلفة.
كما تشكل الشمس أيضاً مرصد حي للتطور الفيزيائي حيث يمكن رؤية دورات معقدة ودقيقة للغاية. قد لاحظ العالم الشهير جاليليو جاليلي بقع سوداء على وجه الشمس وأثبت أنها علامات لحركة دورانية مستمرة للشمس حول محورها. بدراسة هذه البقع over time, توصل إلي ان الشمس تستغرق ثلاثين يومًا للأرض حتى أكمل دورة كاملة بالقرب من قطبيه، وخلال فترة قصيرة أكثر بكثير –حوالي خمس وعشرين يوماً– يكمل الخط الاستوائي لدورة واحدة.
تعد قدرة الشمس على توليد الطاقة أمر مذهل حقاً; فهو يحقق حالة غريبة من الاستقرار الديناميكي النادر تواجدها خارج مواقع محددة جدًا من عالمنا المعروف. تحدث العملية الداخلية التي تقوم بتسخين وتحريك تلك الكميات المهولة من المواد بفعل الانصهار الداخلي للهيدروجن ليشكل هيليوم وغيرها متضمنة عناصر ثقيلة آخرى كالاكسجين والكربون والكبريت والنيتروجين...إلخ .إن درجة الحرارة المرتفعة داخل جوهر الشمس والتي تقدّر بحوالي ١٤ مليون درجة مئوية تلعب دور المحرك الرئيسي لمثل هكذا ظاهرة ملحمية تماماً كما حدث في بداية خلق العالم وفق العدالة الكتابيه المقدسه "وبدأ الله خالق السماء والأرض".
تأتي طبقات الخارجية لشمسنا بصفته "الفوتو سافر" ،وهي المنطقة المرئية لنا والتي تعكس اللون البرتقالى الذهبى الرائع والذي يبدو مغلفا بغشاء ابيض ضخم يشبه الغطاء البيضاوي الناعم عندما تنظر اليها باستخدام منظارك الفلكى المعتاد .. وهناك أيضا الطبقتان الأخریین :الطبقه الشعاعیه والتى تعمل بدوره كنظام لعزل الحراره المنتجه داخليا ومن ثم نقلها باتجاه الطبقات الأعلى باستعمال الأشعه الكهرومغنطيسيّه ؛ إضافة الى طبقة الحمل الحراریЕя واسمه بالعربية "الجيوسميك"،حيث ينشا فيها تسلسل تصاعد/نزول مواد شديده الحراره تؤدي لإنتاج موجات حره تحمل طاقة عاليه نسبيًا مقارنة بالمراحل الأولى . أخيرا وليس آخراً القلب المركزي الذي يتميز بكثافته القصوى والمعروف باسم اللب تحتزم درجه حراره مرتفع جدا قدرت بما يقارب خمس عشرة مليون درجو كيڤلن(على مقياس الدولفين). إنه بالفعل مشهد عجيب ولا يقاوم ألإبداعي والإتقاني لأمر الرب جل وعلى فى خلقه!