في عالم الفيزياء، يُعتبر قانون سوم نيوتن أحد أهم المفاهيم التي تُحدد العلاقة بين القوى الخارجية وتسارع الأجسام المتحركة. هذا القانون، الذي يُعرف أيضاً باسم "قانون العمل والتفاعل"، يوضح كيف تتأثر الأجسام بالقوى المؤثرة عليها وكيف أنها بدورها تولد قوى مقابلة. هذه الأفكار الثورية لنيكولاس سوم نيوتن، والتي تم توضيحها ضمن كتابه "الأصوليات الرياضية للفلسفة الطبيعية"، شكلت أساساً راسخاً لفهم حركة الجسم في الفضاء.
يُشير قانون سوم نيوتن مباشرة إلى فكرة أن كل فعل له رد فعل مساوٍ له في المقدار ومتضادٌ له في الاتجاه. ببساطة أكثر، إذا قام جسم ما بتطبيق قوة على آخر، فإن الجسم المتلقّي لهذه القوة سيواجه قوة معاكسة بنفس القدر ولكن باتجاه مختلف. وهذا يعني أنه عندما نتحدث عن القوى المتبادلة، فإن مجموع النتائج الصافية يساوي صفر.
باستخدام مثال بسيط، تخيل شخصان يلعبان لعبة شد الحبل. أثناء الشد، يشعر كلا الشخصين بقوة متقابلة تسحب نحو الجانبين الآخر؛ فعندما يشد أحدهما الحَبل بإتجاه اليسار، سوف يتم سحب الشخص الآخر إلى اليمين بالتساوي. هنا يمكننا رؤية تطبيق مباشر لقانون سوم نيوتن للعمل والتفاعل.
بالإضافة لأهميته النظرية، يعد قانون سوم نيوتن ذو أهمية عملية كبيرة أيضاً. إنه يدعم الكثير من العمليات اليومية مثل الطيران والأمان المروري والدفع الديناميكي للهواء وغيرها الكثير. بدون هذا القانون، ربما كانت العديد من الإنجازات التقنية الحديثة مستحيلة التحقيق.
وفي النهاية، فإن فهم قوانين سوم نيوتن ليس مجرد معرفة أكاديمية بل هو المفتاح لفهم العالم الطبيعي بشكل أعمق وأكثر تقدماً.
