مراحل تطور الفلسفة عند اليونان القديمة

نشأت الفلسفة في اليونان منذ القرن السادس قبل الميلاد، وتميزت بمجموعة متنوعة من المدارس الفكرية التي ساهمت بشكل كبير في تشكيل المعرفة البشرية والمعتقدا

نشأت الفلسفة في اليونان منذ القرن السادس قبل الميلاد، وتميزت بمجموعة متنوعة من المدارس الفكرية التي ساهمت بشكل كبير في تشكيل المعرفة البشرية والمعتقدات الأخلاقية حتى يومنا هذا. بدأت هذه الرحلة الفكرية مع ظهور الأوائل مثل طاليس وميلتوس، الذين ركزوا على الطبيعة والكائنات الحية كأصول للوجود. فيما يلي نظرة مفصلة حول كيفية تطوّر الفلسفة خلال العصور المختلفة في العالم القديم:

1. الفترة الميليهانية (حوالي 600-500 ق.م)

في بداية تاريخ الفلسفة الغربية، ظهرت شخصية بارزة هي طاليس، مؤسس مدرسة ميليتس التي أكدت على وجود مبدأ أساسي وراء كل الأشياء. اعتبر طاليس الماء أساس جميع الكائنات، وهو ما يُعد أحد أهم الأفكار الوحدوية المبكرة. تأثر العديد من المفكرين لاحقًا بهذا النهج البسيط للتفسير الشمولي.

2. عصر الجدل والمخاصمة (حوالي 499-400 ق.م)

مع انهيار الإمبراطوريات السياسية القوية، شهدت فترة الجدلية تصاعد النزاعات والفصائل المتعارضة داخل مجتمع أثينا. برز اثنان من أشهر المناطقة هما بروتاغوراس وسقراط، وكلاهما ترك بصماته الخاصة على مسار الفلسفة اليونانية. دافع بروتاغوراس عن فكرة الذاتية باعتبارها المعيار النهائي للحقيقة، بينما طرح سقراط طريقة جديدة للاستفسار متمثلة في "السؤالشا"، والتي تنبعث منها أفكار أخرى مهمة مثل البحث العقلي العملي والتساؤلات الوجودية.

3. عصر أفلاطون وأرسطو (حوالي 400-300 ق.م)

بعد وفاة سقراط بسبب إدانته بالهرطقة عام 399 ق.م، خلفه طلابه البارزون أفلاطون وأرسطو ليشكلا عصراً جديداً للفلسفة اليونانية. وضع أفلاطون حجر الزاوية لمدرسة أوفيدوم ذائعة الصيت ونظرياته المثالية للمعرفة والعالم الروحي الخالد المعروف باسم آيديا. وهكذا وُلدت لفلسفته روح فلسفية جديدة تدور حول طبيعة الوعي الإنساني والنظام الاجتماعي المثالي بوساطة نظرية الدولابازيين. ومن جهةٍ أخرى اهتمّ أرسطو أكثر بتحليل الحقائق العملية وتطبيق المنطق الاستدلالي العلمي بدقة مما جعله يطلق عليه أب علم الأحياء وعلم النفس الحديث أيضًا بالإضافة إلى كونيه رائدا فى مجال الشريعة الاجتماعية والاقتصاد السياسي . وبذلك استمر تأثير هاذين الرجلين عميقة التأثير حتى وقتنا الحالي عبر مدارس مختلفة ومتنوعة كانت لها إسهاماتها المؤثرة للغاية فى شتى المجالات المعرفية والفقهية وحتى الطبية كذلك!

هذه بعض المحطات الرئيسية لتطور مسيرة التفكير الفلسفى لدى قدماء الهيلنستيين ، لكن الأمر ليس مقتصرا فقط عليها؛ إذ إن هنالك الكثير غير تلك المواقع التاريخية ذات المكانة الخاصة والتي ستكون حديث مقالات مستقبلية قادمة بإذن الله تعالى!


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات