ابن كثير، عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير القرشي الدمشقي الشافعي، هو عالم مسلم بارز ولد في قرية مجدل السوريّة عام 701 هـ. نشأ في دمشق وتلقى تعليمه على يد كبار العلماء مثل الشيخ إبراهيم الفزازي وابن تيمية. برع في مختلف العلوم، بما في ذلك الحديث والتفسير والتاريخ والفقه.
انتقل ابن كثير إلى دمشق في سن الخامسة، حيث بدأ رحلته التعليمية. حفظ القرآن الكريم في سن الثامنة، وحفظ متن "التنبيه" في الفقه الشافعي في سن السابعة عشرة. لازمه الشيخ جمال يوسف بن زكي المزي، صاحب "تهذيب الكمال"، وتخرج على يديه. درس علم الحديث وتخرّج منه، كما اهتم بحفظ المتون ومعرفة الأسانيد والرجال والتاريخ والعلل.
تولى ابن كثير العديد من المدارس العلمية، منها المدرسة التنكزية ودار الحديث الأشرفية والمدرسة النورية الكبرى والمدرسة النجيبية والمدرسة الصالحية. من بين شيوخه ابن غيلان البعلبكي الحنبلي وبدر الدين ابن جماعة وابن تيمية والشيخ أبو العباس أحمد الحجار المعروف بابن الشحنة والإمام كمال الدين ابن الزملكاني وغيرهم.
من بين تلاميذه ابن أبي العز الحنفي ومحمد بن أبي محمد بن الجزري ومحمد بن محمد بن خضر القرشي والحافظ زين الدين العراقي والحافظ أبو المحاسن الحسيني وشرف الدين مسعود الأنطاكي النحوي والإمام الزيلعي وغيرهم.
ترك ابن كثير العديد من المؤلفات البارزة، منها تفسير القرآن الكريم المعروف باسم "تفسير ابن كثير"، و"البداية والنهاية" الذي يتناول التاريخ منذ بداية الخلق حتى القرن الثامن الهجري، و"مسند الشيخين" الذي يتحدث عن أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب، و"السيرة النبوية لابن كثير"، و"جامع السنن والمسانيد لابن كثير".
توفى ابن كثير في دمشق يوم الخميس الموافق 26 شعبان عام 774 هـ، عن عمر يناهز ثلاثة وسبعين عامًا. دفن في مقبرة الصوفيّة، التي تعود لتربة شيخ الإسلام ابن تيمية.
